كتب : نهلة صوابي
هل تعلم لماذا القباب فى المبانى الأثرية و خاصة المساجد و الكنائس القباب هى أحد العناصر المعمارية الهامة التى تسخدم فى المبانى الاثرية و خاصة الدينية منها و يستمر استخدامها الى الآن, و القبة عبارة عن كرة او نصف كرة تهدف الى حل إنشائى أو معمارى لتغطية المساحات الكبيرة عن طريق تحويل الأحمال الأفقية إلى أحمال رأسية و ذلك لتخفيف الحمل على الجدران و توزيعه عليها بصورة جيدة و من ثم عدم الحاجة لعمل أعمدة فى منتصف المساحات(أى ببساطة انشاء مساحات كبيرة مسقوفة دون إنشاء أعمدة فى منتصف تلك المساحات).
و تتكون القباب من ثلاث عناصر معمارية و هى :(القبة و الرقبة و المكعب) و القبة لها عدة أشكال كالقبة المخروطية و القبة البصلية و القبة الكروية و غيرها , أما المكعب أو المربع فهو عبارة عن الجدران الأربعة المحيطة بالمساحة المراد تغطيتها بالقبة و التى ترتكز عليها القبة , أما الرقبة فهى الجزء الذى يوجد بين القبة و المربع الجدارى سالف الذكر و التى بواسطتها يتم الانتقال من المربع إلى المثمن الى الدائرة بتسوية الحجر أو الخشب بتدرج خفيف , و قد عرفت مختلف الحضارات القباب و خاصة فى العصر الرومانى و الذى سمى بعصر القباب و الأقواس كذلك فقد عرفت القباب حضارات بلاد الرافدين و الشام حيث تستخدم فى تغطية البيوت الريفية .
أما فى مصر فقد إرتبطت القباب بالمبانى الدينية و خاصة المدافن(الأضرحة) و المساجد و الكنائس و ذلك لما تضفيه من جو روحانى و خشوع و رهبة.
و فى بلاد الإسلام و بخاصة مصر تأخذ القبة منحى فكرى فلسفى دينى و هو ما يعرف علميا بالعمارة الرمزية حيث تمثل القبة السماء و تعنى الأزلية و الخير و الإتصال بالخالق عز و جل و بالكون اللا محدود, اما المكعب فيرمز إلى الارض بإتجاهاتها الأربعة و فصولها الأربعة و يعنى الفساد و الفناء , و ترمز العلاقة بينهما الى الثنائية بين الخير و الشر و إلى الإنتقال من الفساد الدنيوى إلى السمو و النفوس السماوية الخيرة , و ذلك فى جدلية معمارية فلسفية رائعة بين القبة و المربع الذى ترتكز عليه , و قد تجلى إيمان المعماريين و الأمراء و السلاطين بهذه الفلسفة و التى تعود الى أصول يونانية و رافدية و مصرية فيما يسمى (بعمارة المدافن) و التى كانت القبة عنوانها الرئيسى و هذا ما يفسر لنا ظاهرة انتشار القباب فى كل المساجد و الأضرحة و الكنائس و حتى المعابد اليهودية فى مصر.
هذا و قد اهتم المعماريون و الفنانون بالقباب إهتماما كبيرا فعملوا على تطويرها و زخرفتها من الخارج و الداخل بأساليب متعددة مثل النحت البارز و الغائر و التلوين و التذهيب و التغطية بالفسيفساء أو بلاطات القاشانى و غيرها من الأساليب الفنية المختلفة.
