بقلم/ دينا شرف الدين
لم أكن أول المادحين لجنود القطاع الصحى من الأطباء وأطقم التمريض المسمى (بالجيش الأبيض) ولن أكون آخرهم، فقد تبين لنا جميعًا عظم ورقى الدور الذى يلعبه هذا الجيش بمواجهة أخطر وأخبث أنواع العدو، هذا الذى لا تراه أعيننا ولا تسمع حفيف خطواته آذاننا، بل يتسلل وينتشر ويتفشى بغفلة منا.
فلا أسلحة الجيوش بما وصلت إليه من تطور عظيم قادرة على ردعه، ولا خزائن الأرض بما تمتلئ به من مال تقو على صده، لكنه سلاح واحد لا ثانى له وهو العلم الذى لم يترك باباً فى هذا الشأن إلا وطرقه لعلها المنجية، فكم من علماء فى الطب بمختلف تخصصاته يكرسون كافة مجهوداتهم لكشف الغطاء عن هذا الفيروس المستجد اللعين وفك شفرته مصنوعة كانت أم غير ذلك .
وكم من أطباء وملائكة رحمة وهبوا أنفسهم واسترخصوا حياتهم فداءً للواجب وإعلاءً للقيم الإنسانية وعلى رأسها شرف هذه المهنة النبيلة .
فلم تكن جائحة كورونا التى اجتاحت الأرض من مشارقها لمغاربها الأولى من نوعها، فقد ابتلى سكان الأرض مرات ومرات بألوان من المصائب وأشكال من الأوبئة التى فتكت بهم فتكاً وحصدت أرواح الملايين منهم .
وكذلك لم تكن أولى المرات التى يلعب فيها قطاع الأطباء ( الجيش الأبيض ) كما يسمونه الآن دور البطولة و يتزعمون قيادة الأزمة بلا منازع .
هؤلاء الذين لم يحنثوا بقسمهم ولم يسلكوا مسالك الجبن أو على الأقل تجنب الأذى، ولم يبخلوا بما فتح الله عليهم به من علم ومعرفة ومجهود ليكونوا بحق جنوداً مجندة فى معركة الحياة بوجه الموت
“فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان”؟
هل نقابل المعروف بالإساءة والفضل بالجحود والنكران؟
هل نُشيع بنفوس حائط الصد وخط الدفاع الأول هذا اليأس والإحباط؟
هل نوجه رسالة قاسية اللهجة لهؤلاء الأطباء الذين يضحون بأرواحهم فداءً لنا بموقف الأهالى الرافض لدفن الطبيبة التى تخطت الستين عاماً بالدقهلية؟
تلك التى أفنت عمرها بهذه المهنة وإن لم تعد ممارسة لها و قدمت للحياة أربعة أطباء آخرين من أبنائها لمجرد أنها توفيت بالكورونا خوفاً على أنفسهم من العدوى ؟
أكاد أرى ببصيرتى قبل بصرى أن هذا الفعل المخزى بإيعاذ وتدبير من إخوان الشياطين، الذين يجوبون الأرض بحثاً عن أى مدخل خبيث ينفثون به نفحات شرورهم المستطيرة، متجاهلين مصيبة كبيرة قد أصابت أهل الأرض كافة لعلهم يتقون .
بنى وطنى الكرام :
هل فكر أحدكم لوهلة ما الذى قد يعتمل بأنفس هؤلاء الأطباء جراء هذا الجحود و تلك الإساءة، فكل منهم معرض للإصابة عن طريق العدوى من أناس يقدمون لهم الدواء و الرعاية و حتى الدعم النفسى و المعنوي؟
فمن منا بمأمن من الإصابة و لو تحصن ببروجِِ مشيدة ؟
و من منا يقبل ألا يدفن ذويه كما ينص الشرع بدينه الذين يدين به ؟
أهكذا تكون أخلاق الكرام الذين عهدناهم گراما ؟
نهاية : كل التحية والتقدير والامتنان ما تبقى من الزمان للجيش الأبيض وخط الدفاع الأول بأزمة استحكمت حلقاتها و لعل الله بفكها قريباً مجيب .
كورونا، الجيش الأبيض، فيروس كورونا
مرتبط
التالي
منذ 4 أسابيع
اصطفاف الشعب المصري وراء القيادة السياسية:- ملحمه تاريخيه عظيمه
17 ديسمبر، 2024
جريدة نبض العالم تنعي وفاة عمة الإعلامي أحمد شفيق
14 ديسمبر، 2024
تعزية من “نبض العالم” في وفاة والدة الأستاذ باسم عبد العال
1 نوفمبر، 2024
الإعلامي أحمد شفيق وأسرة نبض العالم يهنئون الدكتور طارق حداد المستشار بقضايا الدولة لإهداءه درع التميز من وزير العدل
24 سبتمبر، 2024
أسرة «نبض العالم» تهنئ الزميل وائل جمال بمناسبة حفل زفاف شقيقته
11 يوليو، 2024
مسافرون: حان الوقت لتضافر وتعاون وزارتي السياحة والطيران لخدمة وتنشيط الحركة الوافدة
13 يونيو، 2024
مسافرون: المدن السياحية كاملة العدد في عيد الأضحى المبارك
1 يونيو، 2024
عقب منحه درع جمعية كتاب ونقاد السينما.. “عاطف عبد اللطيف يتجه لتجربة سينمائية جديدة”
24 مايو، 2024
25 مايو الاحتفال بيوم إفريقيا.. بقلم دكتوره نرمين توكل الليثي
11 مايو، 2024
مستثمرو جنوب سيناء يطالبون بالاسراع بافتتاح مطار سانت كاترين لتنشيط السياحة
زر الذهاب إلى الأعلى