عودوا إلى منازلكم يرحمكم الله
دعاني أحد الأصدقاء – للتشاور في أمر ما – في أحد المقاهي بمدينة بنها ، ونظرا لأنني لست من هواة الجلوس في أماكن التجمعات والكافيهات والكافتيريات والمقاهي و التي انتشرت بشكل كبير داخل مدينة بنها وخارجها ، فقد استغرقت وقتا طويلا مع صديقي في وصف المكان رغم تواجده داخل مدينتى، نظرا لزيادة عدد الكافيهات في مكان لقائنا، ومما لاحظته خلال توجهى لمكاننا انتشار الكافيهات ،وبشكل يدعو لدراسة هذه الظاهرة وارتباطها من وجهة نظري بمشاكل المجتمع الذي نعيش فيه.
فقد يؤدى تزايد المشاكل داخل الأسرة إلى التفكك أو التصدع الأسري ، وقد يكون هذا نتاج تخلي أحد الوالدين عن الدور الرئيسي المنوط به، مما يؤدي إلى خلل وظيفي عام لعمل الأسرة ككل، وقد يكون لغياب الأب أو الأم عن المنزل لفترات كبيرة بشكل شبه يومي.
فما نراه الآن ـ وبشكل يدعو للتوقف عنده ـ هو امتلاء هذه الكافيهات و الكافتريات والمقاهي بالشباب والرجال ، وذلك بصورة شبه يومية.
فلقد بنيت الأسرة على الرحمة والمودة والسكينة، فكيف للرجل أن يوفر هذه الأعمدة داخل أسرته وهو ينفرد بحياته بعيدا عن زوجته وأولاده؟
لذلك ندعو الجميع ( عودوا إلى منازلكم يرحمكم الله ) فالكثير من المشاكل تحل بالقرب من الأسرة.
وعلى الجانب الآخر ينبغى على المسئولين عن تراخيص هذه الكيانات بمجلس مدينة بنها أن يضعوا نصب أعينهم مصلحة الوطن ، فقد أدت هذه الظاهرة إلى بزوغ أمور أخرى بخلاف التفكك الأسري، متمثلة فى تزايد أعمال البلطجة في الشارع باحتلال الأرصفة ، واحتلال الطريق، وازدياد التلوث البصري والسمعي عند المحيطين بهذه الكيانات ، فقد غدا الأمر مخيفا وعلى مسئولي مجلس مدينة بنها أن يقوموا بدورهم للحفاظ على أمن المواطن وأمانه.
أ.د/ خالد سعيد صيام