كتبت: ايمان السيد
في ثمانينات القرن العشرين وقعت حادثة مروعة تقشعر لها الأبدان كانت في ذاك الوقت غريبة على المجتمع المصري .. والأغرب من ذلك هو أن من قام بتلك الحادثة هي امرأة.. و المرأة دائما معروف عنها الحنان والخنوع والطيبة والخوف من الدماء والإنكسار .. ولكن أن تقع جريمة بهذه البشاعة والتي تقوم بها سيدة كان هذا هو المفاجأة بعينها والصادم في الأمر في نفس الوقت.
ولكن ما هي قصة هذه المرأة.. وما دفعها لارتكاب هذه الجريمة البشعة سنعرفه من خلال تفاصيل القصة التي وقعت تفاصيلها في عام ١٩٨٥ من القرن العشرين .
لم تكن سميحة تدري أنها بجريمتها هذه واعترافاتها تلك كانت تؤسس لـ ظاهرة ذبح الأزواج وتعبئة أشلائهم في أكياس بلاستيك!
ولم تكن تعرف أنها دخلت تاريخ الجريمة من أوسع أبوابه باعتبارها أول زوجة تخترع هذه الجريمة التي تكررت في ما بعد ربما عشرات المرات!
عمرها 37 عاماً، عاشت حياتها المبكرة في مدينة جرجا فى الصعيد، حيث تقدم للزواج منها جارهم أمين عليوة أبو طالب، وكانت فرحتها بالزواج لا توصف، لأنها تزوجت قبل شقيقتها الكبرى، على رغم أنها كانت لا تمت إلى الجمال بصلة انجبت منه 3 اطفال، أثقلت المسؤولية على كاهل الزوج ولا يستطيع أمين أن يوقف نزيف النفقات ومتطلبات البيت.
كان له صديق اسمه عاكف وقد أدخله منزله, لم يكن أمين يدري أن دخول أصدقاء الزوج إلى بيت الزوجية هو الباب الملكي، الذي يدخل منه الشيطان ليدمِّر أسرة بالكامل؛ بدأ عاكف يقرأ في عيني الزوجة أنها عطشى للحب والكلمة الحلوة، استغل عاكف حاجة أمين للمال مما جعله يوفر له عمل بالسويس حتي يكونوا قريبين منه, فرح الزوج بالوظيفة …
وبدأت الخيانة… ومع مرور الوقت وكثرة تردد عاكف على منزل أمين في غيابه أصبحت الجيران تتناقل فيما بينهم بالحديث عن علاقة عاكف وسميحة وكيف أنها تخون زوجها، حتي وصل الي سمعه بالعلاقة وثار غضبا وطرد عاكف وضرب زوجته؛
وهنا بدأت تخطط للانتقام منه.. كان السؤال الذي يشغلها هو كيف ستقابل عاكف؟! كانت واثقة من أن الحياة لا معنى لها إذا غاب عنها عاكف وتركها.. وبعد القبض عليها بدأت سميحة تعترف بهدوء… قالت:
• صباح يوم الحادث وبعد أن استغرق أولادي في النوم بفعل الأقراص المنومة التي أعطيت منها زوجي هو الآخر في كوب الشاي، أحضرت ساطوراً (سكيناً كبيراً لتقطيع اللحوم) من المطبخ وفصلت به رأس زوجي عن جسده! ثم بدأت تقطيع الجسد إلى قطع صغيرة لإخفاء معالمه وعباءتها في عشرين كيساً بلاستيكاً، وأخفيت الأكياس في مناطق متفرقة من البيت.
وفي المساء، خرجت بحقيبة بها الجمجمة بعدما هشمتها وألقيت بها في مقلب القمامة الكبير، وحينما استيقظ أولادي أخبرتهم أن والدهم سوف يبيت ليلتين في العمل.
في اليوم التالي، أرسلت إلى عاكف وطلبت منه الحضور للأهمية، وحينما جاء صارحته بأن الطريق أمامنا أصبح مفروشاً بالورود، وأن أمين لن يضايقنا بعد اليوم… وأخبرته أنني سأشعل النيران صباح اليوم التالي في البيت كله حتى يختفي كل أثر للجريمة وأدعي أن أمين هو الذي أحرق المنزل وهرب.
كنت أظن أن عاكف سيفرح لأن الجو قد خلا لنا، لكنه صفعني على وجهي وتركني وقال لي إنني مجرمة ولن أراه بعد اليوم!
وفي عام 1985، صدر حكم إعدام سميحة، وبعد عام وبضعة أشهر تم تنفيذ حكم الإعدام فيها لتصبح قصتها على لسان كل زوج وزوجة …