
إلى خونة الداخل: لا تشوهوا شرف الموقف المصري
العريش ليست حفلة... بل موقف وطني يليق بمصر
بقلم/ إلهام السيد
ما حدث في العريش بالأمس لم يكن مجرد مشهد عابر، بل كان موقفًا وطنيًا عظيمًا، ولوحة حقيقية من التضامن والمساندة الصادقة لقضية عادلة، حيث احتشدت هناك مئات الآلاف من مختلف محافظات مصر، مواطنون بسطاء ومحترمون، تحدّوا حرارة الشمس ورياح الرمال، ليعلنوا للعالم أجمع: إن مصر، شعبًا وقيادة، ترفض التهجير، وتدين سرقة فلسطين، وترفض المساس بحدودها وأمنها القومي.
وفي خضم هذا الموقف المشرّف، يخرج علينا بعض المزيفين، المأجورين فكراً أو فعلاً، ليشككوا في النوايا ويقللوا من قيمة الحدث، يدّعون أن من ذهبوا إلى هناك، ذهبوا للرقص! أحقاً؟!
من رأى العريش بالأمس يعلم أن هذا محض كذب وافتراء، وأن من يردد هذا الكلام إما جاهل بالحقيقة أو خائن بضمير ميت.
العريش لم تكن ساحة احتفال، بل كانت ساحة موقف، لم تكن دعاية، بل صرخة في وجه الظلم، أولئك الذين ذهبوا، لم يبحثوا عن طعام أو مال، بل ذهبوا ليسطروا رسالة مصرية قوية في سجل القضية الفلسطينية، رسالة تقول للعالم: إن مصر لن تقبل بالتهجير، ولن تصمت على ما يحدث في غزة، ولن تسمح بالمساس بحدودها أو استغلالها في مشاريع عبثية تُسمى “حلم إسرائيل الكبرى”.
ما يزعجكم ليس أن المواطنين ذهبت، بل أن مصر ظهرت في مشهد مشرّف، بصورة قوية ونظيفة أمام العالم، أنتم لستم مختلفين سياسيًا، بل تكرهون هذا الوطن بكل ما فيه. تكرهون أن يتصدر المشهد العربي، وتكرهون أن يكون شعبه واعيًا، قادرًا على قول “لا”.
رسالة أخيرة لكل من يتآمر على مصر:
إن لم تستطيعوا أن تحبوا هذا الوطن، فلتصمتوا على الأقل، لأن خيانتكم لم تعد خفية، بل باتت مُقززة، مصر أكبر منكم ومن حملاتكم، وأشرف من زيفكم وافتراءاتكم، وستستمر بشعبها الذي يصمد في وجه الشمس والرمال، لا بصور مفبركة ولا بكلام مأجور.