كتبت لميس محمد مصطفى
أعلن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي اليوم، عن مواعيد دورته الثانية، التي ستقام في حي البلد بجدة من 1 إلى 10 ديسمبر 2022، وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الدورة الافتتاحية، حيث شهدت عرض 138 فيلماً، واستقطبت أكثر من 30 ألف مشاهد من عشاق السينما، كما شارك فيها 3,115 شخصاً من محترفي صناعة السينما والإعلاميين والطلبة الذين توافدوا لحضورها.
وقد أقيمت فعاليات الدورة الافتتاحية على مدى 10 أيام في البلد في جدة بعمقها التاريخي والثقافي، الذي صنّفته اليونسكو إرثًا إنسانيًا وعالميًا، حيث توزّعت العروض على 5 مسارح أقيمت خصيصاً لاستضافة عروض المهرجان، إضافة إلى أنشطة أخرى أقيمت في أنحاء المدينة، بما فيها عروض الواقع الافتراضي والتقني، والعديد من المشاريع والمعارض الفنية والثقافية.
وإضافة إلى عروض الأفلام والندوات والمحاضرات، استضافت السجادة الحمراء للمهرجان في دورته الافتتاحية نخبة من ألمع النجوم والمواهب المحلية والعربية والعالمية.
وعرض المهرجان في دورته الافتتاحية 138 فيلماً طويلاً وقصيراً من 67 بلداً بـ 34 لغة، 38 منها هي لمواهب إخراجية نسائية, كما قدّم 27 فيلماً سعودياً جديداً، تأكيدًا على حالة الحراك الفني والثقافي التي تشهدها المملكة، واحتفاءً بالموجة الجديدة من المواهب المحلية، حيث فتح الباب أمام الجمهور من جميع أنحاء العالم لاكتشاف مدى تنوع المجتمع السعودي، وبالتالي جاء المهرجان ليكون منصة هامّة لتقديم المواهب والإبداعات السعودية إلى العالم.
وحققت فعاليات سوق البحر الأحمر التي أقيمت بالتزامن مع المهرجان نجاحاً كبيراً في الربط بين صناعة السينما المحلية والعربية والعالمية، حيث استضاف السوق على مدى 4 أيام برنامجاً غنياً من الأنشطة المتعلقة بالإنتاج المشترك، والتوزيع الدولي، وفرص الإنتاج والاستثمار الجديدة.
وشارك في السوق نخبة من أهم العارضين من الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في مجالات المبيعات والتوزيع والعرض, إضافة إلى هيئات ولجان وبرامج سينمائية دولية.
وقد اختتمت أنشطة السوق بتقديم جوائز مادية وعينية بأكثر من 700 ألف دولار، توزعت على المشاريع والأفلام المشاركة.
بعد ذلك تم تنظيم أيام المواهب على مدى يومين، وذلك للتركيز على تطوير وتدريب الجيل الجديد من المواهب الخليجية والسعودية.
وشهد حفل ختام المهرجان توزيع جوائز اليُسر لأفضل الإبداعات السينمائية في مجالات الواقع الافتراضي، والفيلم القصير، والأفلام الطويلة، التي وصلت إلى 13 جائزة، حيث ضمّت لجان تحكيم المسابقة الرسمية نخبة من أهم المبدعين المحليين والعالميين، على رأسهم المخرج الإيطالي المخضرم والفائز بجائزة الأوسكار جوسيبي تورناتوري.
يُذكر أن جائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل كانت من نصيب “برايتن الرابع” من إخراج ليفان كوجواشفيلي، فيما حصد فيلم “تمزّق” لحمزة جمجوم جائزة أفضل فيلم سعودي، و “أنت تشبهني” لدينا عامر على جائزة الجمهور.
وسعى المهرجان خلال العام الفائت إلى تنظيم أنشطة وفعاليات لرعاية وتطوير الجيل الجديد من المواهب السعودية والعربية، ودعم الموجة الجديدة من الإنتاج السينمائي عبر سلسلة من المبادرات والبرامج، بما فيها معمل البحر الأحمر الذي عاد مجدداً هذا العام وفتح الباب للأعمال السينمائية السعودية والعربية، حيث يشارك عن كل مشروع فريق يضم مخرجاً ومنتجاً وكاتباً سينضمون إلى ورش عمل تقام على مدار العام.
يُشار إلى أن صندوق البحر الأحمر قد أعلن عن تقديم دعم بقيمة تصل إلى 14 مليون دولار، والتي تم توزيعها حتى الآن على 97 مشروعاً من أفريقيا والعالم العربي في مراحل التطوير أو الإنتاج أو ما بعد الإنتاج، بهدف الوصول بها إلى الجمهور العالمي.