الأخبارمقالات

و ما زالت دراما القتل تتصدر شاشات رمضان

بقلم / دينا شرف الدين

للعام الثالث علي التوالي ترسب دراما رمضان في تحقيق الهدف اللهم إلا قليلاً جداً ،

ذلك منذ أن تم الإعلان عن عملية إصلاح المنظومة الدرامية و الإعلامية التي قد وصلت لأقصي درجات التدني و الانحطاط في العشر السنوات الأخيرة ،

و التي كانت قد أدارت وجهها عن القيم و الأخلاقيات و التقاليد التي يعرفها و يسير علي نهجها غالبية الشعب المصري ، لتتخذ إتجاهاً آخر مختلفاً شكلاً و موضوعاً لا تستوقفه مثل هذه الشعارات و لا تكبح جماح شطحاته أية خطوط حمراء ، لتشارك الدراما بشكل أساسي في تدني مستويات الأخلاق و ترسخ للرزيلة و البلطجة و استحداث مفردات لغوية مستغربة باتت مع التكرار مألوفة مفعلة .

و في ظل غياب إشراف الدولة علي صناعة الدراما بعد انهيار قطاعات الإنتاج المعروفة مثل قطاع الإنتاج و مدينة الإنتاج الإعلامي و شركة صوت القاهرة في أعقاب ٢٥ يناير ، و إفساح المجال كاملاً لشركات الإنتاج الخاص التي يمتلكها مجموعة من رجال الأعمال و أصحاب المصالح ، ليتنافس كل منهم علي تحقيق أكبر قدر من الأرباح من خلال أعمال هابطة خالية من المحتوي لا تتعدي كونها مجموعة من الإسكتشات ذات الألفاظ الخارجة و الديكورات الخيالية و الملابس العارية لجذب جمهور المشاهدين الجدد ، و انصراف متذوقي الفن القيم عن هذا الهراء بحثاً بين القنوات عن كل ما هو قديم من روايح و نسمات الزمن الجميل .

و لكن :
بعد انتباه أولي الأمر لهذه الكارثة التي أصابت أجيال بعينها بأمراض العصر المستجدة من جهل و تدني للأخلاق و الذوق و انعدام للوعي ، و أدراكهم بالفعل حجم التأثير المباشر للفنون و الثقافة علي رأسها الدراما التليفزيونية التي تقتحم كل البيوت المصرية
إذ قرروا العودة سريعاً لتولي زمام الأمور و إصلاح المنظومة التي أفسدها المنتج الخاص الذي لا يعنيه سوي المكسب المادي فحسب.

و بالفعل تم تقديم بعض الأعمال القيمة و الوطنية بالوقت المناسب ، لكنها تعد قليلة جداً مقارنة بالمطروح من أعمال كثيرة ما زالت ترسخ لقيم العنف و القتل و الخيانة و النصب و غيرهم من قيم انعدام الخلق و الدين ، لدرجة أنني قد صادفت ثلاثة أعمال درامية هذا العام قام فيهم الإخوة مجتمعين بمحاولات مستمرة لقتل أخيهم و زوجته و أولاده ، و قتل الخالة لإبن أختها في عمل آخر ، و قتل الزوج لزوجته في عمل ثالث .

هذا إلي جانب استمرار اختفاء العمل الديني و التاريخي من قائمة الأعمال الدرامية دون مؤشرات لعودة قريبة .

فمازال هناك خلل في المادة المقدمة و القيم المطروحة تحتاج إلي إصلاح للإصلاح الذي حدث

فمزيداً من الأعمال القيمة التي تحمل بين طياتها رسائل أخلاقية ووطنية كما كان بالماضي القريب لتعود الدراما لدورها المعهود في التأثير بالوجدان و التربية النفسية و الخلقية و غرس القيم و التقاليد و الإنتماء بطرق قوية غير مباشرة ،

و الإبتعاد قدر الإمكان عن الموضوعات التي تضر أكثر مما تنفع و التي تعد مخاطرها و تأثيراتها السلبية كارثة حقيقية علي جمهور المشاهدين علي رأسهم المراهقين و الشباب .

اللهم بلغت اللهم فاشهد

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock