اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير نشرته، اليوم الجمعة، أن جهود الإدارة الأمريكية الرامية لتقليل المعارضة وإخفاء معلومات بشأن إجراءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إزاء إيران فاقمت حدة التوترات عن دور الكونجرس في نشوب صراع عسكري.
وأوضحت الصحيفة أن مخاوف أثيرت أمس الخميس، إزاء قلة التفاصيل التي تتم مشاركتها مع نواب الكونجرس وذلك عقب إحاطات سرية مثيرة للجدل لفريق الأمن القومي لترامب أمس الأول الأربعاء، ما دفع بعض النواب من الحزب الجمهوري لمشاركة الديمقراطيين في التحذير من إخفاق الإدارة الأمريكية في الاعتراف بالدور الدستوري الذي يلعبه الكونجرس في اتخاذ القرارات المتعلقة باستخدام القوة العسكرية.
وأعرب السيناتور مايك لي والسيناتور راند بول وآخرون، في مجلس الشيوخ من الحزب الديمقراطي عن استيائهم من مقترحات مسئولين في الإدارة الأمريكية بأن النقاشات الدائرة في الكونجرس بشأن صلاحية ترامب في اتخاذ مزيد من الإجراءات إزاء إيران ستضر بالروح المعنوية للقوات الأمريكية وفسروا هذه التصريحات أنها بمثابة محاولة لإسكات نواب الكونجرس.
كما أعربوا عن غضبهم مما وصفوه برفض للإجابة عن أي سؤال بخصوص الوقت الذي يتعين أن تأخذ فيه الإدارة موافقة من الكونجرس على شن هجمات عسكرية.
وأشارت واشنطن بوست، إلى أن الخلاف بين السلطتين التشريعية والتنفيذية فيما يتعلق بالتدخل العسكري في الخارج احتدم عقب هجمات 11 سبتمبر، وذلك مع استمرار الكونجرس في التنازل عن صلاحياته في شن الحرب وتركها لرؤساء متعاقبين والذين اعتمدوا على الحصول على موافقة الكونجرس لنحو عقدين لتبرير الإجراءات العسكرية في الخارج.
غير أن النقاشات الخلافية الدائرة في ظل حكم ترامب أصبحت أكثر كثافة، فرغم الشكاوى الملحوظة من بعض نواب الكونجرس البارزين عن الحزب الجمهوري، قال غالبية الجمهوريين إنهم يؤيدون بشدة خطوة ترامب ضد إيران متهمين الديمقراطيين بالتعاطف مع الإرهابيين لتساؤلهم عن قرار الإدارة الأمريكية بقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني الجمعة الماضية.
يذكر أن مجلس النواب الأمريكي مرر أمس الخميس تشريعًا يحد من قدرة ترامب على اتخاذ إجراءات عسكرية ضد إيران بدون الحصول على موافقة من الكونجرس.