لا زال التوتر سيد الموقف في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار جنوبي العراق، بحسب صفوف الأهالي الغاضبين والمحتجين المتجمعين في الساحات.
ويشكو أهالي الضحايا والجرحى من عدم إبداء الجهات الحكومية، أي اهتمام بهم، حتى أنه لم يقم أحد بزيارتهم ومواساتهم بحسب رواياتهم .
هذا وتضاربت حصيلة ضحايا الفاجعة، بين وزارة الصحة والبيئة في بغداد، ودائرة صحة محافظة ذي قار، التي أعلنت الثلاثاء وصول عدد قتلى الحريق إلى 92، بينما أكدت الوزارة الأربعاء في بيان رسمي أن عدد القتلى 60 من بينهم 21 جثة مجهولة الهوية، الأمر الذي يعده مراقبون علامة أخرى على التخبط وغياب الضوابط والتنسيق والشفافية في عمل الدوائر والمؤسسات الحكومية.
في هذا السياق تقول الناشطة المدنية وسام غضبان رواش، في حوار لها: “الناصرية منكوبة ومكلومة بكل معنى الكلمة، ولحد الآن يوجد 21 جثة مجهولة الهوية، كونها قد انصهرت تماما جراء شدة الحرق، فالفاجعة حولت المستشفى لكتلة من الجحيم، والجثث هذه غير واضحة المعالم”.
وتضيف: “لم يكلفوا أنفسهم المسؤولون عناء مجرد الحضور وتفقد المكان والناس المفجوعين بذويهم، فالأنقاض على حالها والنفايات والأوساخ تملىء المكان الذي تفوح منه رائحة الموت والحرق”.
وتتابع رواش التي واكبت الفاجعة منذ البداية: “نحن في غابة يسيطر عليها الفاسدون المتسلطون، الذين لا يهمهم سوى الاثراء وتكديس الثروات على حساب الشعب المسحوق وعلى حساب الفقراء”.
ويروي سيد سجاد وهو من أهالي مدينة الناصرية الذين هرعوا فور حدوث الكارثة لإسعاف العالقين في مبنى المستشفى المنكوب فظاعة المشهد بالقول: “فور سماعنا بخبر اندلاع الحريق داخل مستشفى الحسين، بادرنا للذهاب على عجل إلى هناك، حيث كانت رائحة الدخان والشواء تملىء المكان وكان الضحايا متفحمين تماما، فقمنا قدر استطاعتنا بمساعدة بعض الناجين والجرحى المصابين ومحاولة تهدئة ذويهم، حيث فقد الكثيرون أقرب الناس لهم أمام أعينهم، دون أن يتمكنوا من فعل شيء”.
ويضيف: “أسر بأكملها قضت في هذه الفاجعة التي لا يمكن وصفها بالكلام فقط، فما شاهدناه يفطر القلب وستبقى مشاهد أنين الضحايا وصرخات استغاثتهم، عالقة في ذاكرتي ما حييت”.
وكان رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي قد أعلن عقب الحادث، إقالة كل من مدير صحة ذي قار ومديري مستشفى الحسين والدفاع المدني في المحافظة، وإخضاعهم للتحقيق عقب الحريق والايعاز بفتح تحقيق عاجل في الموضوع.
ويعاني العراق من اهتراء النظام الصحي والطبي، حيث تفتقر المراكز الصحية والمستشفيات والمستوصفات لأبسط المعايير، وتتكرر الحوادث الناجمة عن ذلك، في مختلف المحافظات العراقية.
المصدر: سكاي نيوز عربية