بقلم: لميس محمد
أصبح العالم يعيش اليوم نوع من القيود ليست في الأيدي، وانما في العقول والتفكير، فمازال حتى الآن التفكير أن الحرية شئ سيئ ولا يمكن للشخص الحصول عليه لأنه مدمر.
يُعتقد أن العالم الحقيقي يعيش في البلدان عيشة الحرية إذا كان في حرية اختيارهم للأشياء مثل الملابس والوظيفة وحتى اتباع اسلوب معين في حياتهم.
حيث أصبح البعض ينظرون إلى الحرية بأن يسخروا من بعضهم البعض في الشكل هذا أسود وهذا أبيض، غني وفقير، وان الحرية تعطيهم الحق في فعل ذلك وهذا شئ خاطئ.
فإن الحرية بمفهومها الصحيح هي إحترام الرأي الآخر وحق التقدير للغير، ولا يهان الناس فيما بعضهم.
فإن العالم في ظل هذه الازمات التي تمر بها أزمة تلو الاخرى أصبح في حاجة إلى الوقوف مع بعض يداً واحدة، وان تسود المودة والرحمة والإخاء بيننا كي نستطيع مواجهة التحديات والمخاطر، وليس بالإهانة والسخرية من بعضنا.
الحريّة في الإسلام جاءت بالتّوحيد والذي هو أساس الحريّة والتحررّ من العبوديّة، حيث أخرج الخلق من عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد، وأعتقهم من الخضوع للعادات والأفكار الجاهليّة المُتأصّلة منذ زمن الآباء والأجداد.
وعدّ الإسلام الاستعباد بمثابة الموت والعتق من العبودية بمثابة الإحياء، لذلك جعل كفّارة القتل الخطأ هو تحرير رقبة؛ ليُخرِج به نفساً من عداد الأموات إلى عداد الأحياء، قال تعالى: (وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ)،ومع استمرار نزول الوحي أصبح العتق وسيلةً للتّكفير عن الخطايا والذّنوب، ممّا أدّى إلى تجفيف روافد الرِّق ومنع تزايد هذه الظاهرة. وبإقراره مبدأً الشّورى الذي ساهم فيه الفرد بصناعة مُستقبل الدّولة الإسلاميّة، وقرارها تمّ ترسيخ مبادئ حريّة التّعبير عن الرّأي.
وحتى يتثني لنا تطبيق خطوات الحريّة يجب علينا إعمال العقل وتدريبه على التّفكير، والنّقاش، والعصف الذهنيّ، والتخلّص من سيطرة العقل الجمعيّ على طريقة التّفكير، وعدم الرّضا بالحلول الجاهزة للمُشكلات، والبحث عن وسائل حديثة في التّربية بعيداً عن القمع والتّوبيخ والتّعنيف سواءً في البيت والمدرسة؛ حتّى يعتاد الطّفل على الحريّة وعدم خضوعه تحت سلطة أو استبداد أحد.
الإيمان بحرية الغير؛ فالحرية مفهوم قائم على التّكافل الاجتماعيّ ومشاركة الآخرين، فكما يُحبّ الإنسان التنعّم بحريّته ومُمارسة حقوقه وواجباته دون وجود تسلّط أو قمع، يجب عليه الإيمان بأنّ هذا الأمر هو أيضاً حقّ للآخرين.