بقلم/ الفلكي رضا العربي
أهمية أن تعرف توقيتات حياتك ومحطات عمرك، وأهمية أن تعرف توقيتات حياتك ومحطات عمرك، وأهمية أن تعرف شكل ولون “مضمون” هذه المحطات، فعلم الفلك “الأسترولوجي” يمكننا من ذلك بكل سهولة ويسر بكبسة زر يسرها لنا خبير بالأسترولوجي
فماذا فعل هذا الخبير
لقد كان مؤمنا بالموضوع أساسا، موضوع أن الدنيا تسير فلكيا وزمانيا، قبل أن تسير موضوعيا وذاتيا أو شخصيا، ثم يتداخل “الزمنى” مع “الموضوعي” فينتج لنا حياتنا التى نعيشها، سواء حياة البشر جميعا أو حياة إنسان بذاته.
و هذا يدل بقوة على براعة الصانع الذى هو الله عز وجل، فلو تأمل أى واحد منا حياته وسيرها من أول العمر لسنوات كثيرة، سوف يفهم ويدرك أن حياته وجميع مفارقاتها ليست عبثا، وقد لا يفهم ذلك بسهولة ومباشرة، فالأمر يحتاج إلى بحث وإلى تأمل كثير.
لكن الفلكي الخبير تأمل وبحث وأدرك ولمح قدرة الله وحكمته فى كل الأحداث، وليست الحكمة فى الأحداث تقع فقط على المستوى الشخصى، بل هى تقع على مستوى الجميع معاً، أى على مستوى البشرية جمعاء، وجميع الحكمة لن يعرفها أحد من البشر الآن، ربما فقط الأنبياء عرفوها عندما تلقوها ممن بعثهم وجعلهم رسلا له، ولكن الباحث المتأمل المؤمن يستطيع إدراكها.
والباحث المتأمل هو الفيلسوف الذى لا تهمه سوى الحقيقة، والمؤمن هو المصدق بالله والمصدق بأنبياء الله جميعا والمصدق بقدرة الله، فهو فيلسوف فلكي مؤمن، هكذا فقط يستطيع أى إنسان أن يرى و أن يدرك، وإذا تأملنا فى مسألة “الحكمة” أى حكمة الأحداث، فسوف تصيبنا الحيرة والإستفهام الكثير.
فلماذا مات الصغير و لماذا عاش الكبير، ولماذا نجح الكذاب ولماذا فشل الصادق، لماذا ظلم الظالم ولماذا تم قهر المظلوم، ولماذا الطيب فقيرا والفاسد أغناه المال.
فهذه بعض حالات تقع بيننا لا تنطبق عليها مسألة (الحكمة)، لكن هذا يقع فى ظن الفرد البسيط الذى يجهل كثيرا عن الدنيا، والعلم بالدنيا لا يأتى إلا برسالة ممن صنعها، فالعلم بالدنيا لا يمكن له أن يتم إلا بالإيمان، فلابد أن تكون مؤمنا وباحثا وفلكيا لكى تفهم ولكى تدرك أمر الدنيا، وبدون ذلك فلن تعرف شيئا ويفوتك هذا الحديث.
إن مسألة (الحكمة) ليست متعلقة بأحوال الناس كأفراد فقط، بل هى متعلقة أيضا بكل شيئ حولنا، فمثلا إذا كسبت أنت قدرا من المال فى يوم من الأيام فهذا له علاقة قوية بغيرك من الناس، فلابد أن أحدا غيرك كسب مالا ثم أعطاك مالا، ثم كيف كسب هذا مالا؟
لابد أن تكون هناك أسباب وراء ذلك، بل سلسلة من الأسباب، بدأت بعيد عنك حتى إنتهت إليك، إن هذه المسألة البسيطة (كسب مال) وراءها تسلسل فى الحوادث كثير و غير بسيط، فلو تتبعنا هذا (التسلسل) فربما نصل إلى بشر بعيدين عنا جدا و ربما نصل إلى دولا أخرى و ربما نصل إلى الناس جميعا، الناس حاليا أو حتى سابقا.
إذن فالمال الذى وصل إليك ليس مرتبطا بك وحدك، فلو حاولت قياس (الحكمة) فى ذلك لك أنت وفى حياتك أنت فربما ستكتشفها، ولكن فى بعض الحالات الكثيرة الأخرى سوف لن تجد هذه (الحكمة) فى حدث ما.
و الموضوع ببساطة هو: إن مقياس الحكمة لا يقع فى الحدث الفردى بل هو يقع فى أحداث الدنيا كلها، وأحداث الدنيا كلها مختلطة ومتنوعة ومتضاربة ومختلفة ومتباينة، ولا يمكن إخضاعها لمنطق عقولنا، لا يمكن بأى حال من الأحوال، وهنا لابد من الرجوع إلى الرسالة، رسالة من صنع كل شيئ الذى هو الله، لابد من الرجوع إلى “الإيمان” لكي يكتمل لنا “العلم” ثم نستطيع رؤية “الحكمة”، وبغير ذلك فنحن لا نفهم شيئا ولا نعرف شيئا ولا نرى شيئا غير أنفسنا.
ثم أقول :
إن أى إنسان حاول الدخول إلى عالم الفلك (الأسترولوجي) فلابد أنه سيواجه ذلك، لابد أن يكون معه إيمانا قويا وصحيحا إذا أراد أن يعرف، أو إذا أراد أن يأخذ الموضوع على محمل الجد، وإذا لم يكن كذالك فهو “يعبث” وهو (يلهو) و هو (مغفل) كبير، مالنا بالعبث واللهو والتغفيل.
نحن بصدد المعرفة، معرفة حقيقة ما يجرى فينا و لنا و حولنا، والخبير الفلكي الفيلسوف المؤمن ماض فى طريقه لكى يعرف ثم يعلمنا.