الأخبارتقارير وتحقيقات

عماد نجم: البحوث تحتاج معيار للتقييم وليس معيار للترقية

مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعى : لا نقبل أن يكون المعهد درجة ثانية

حوار اجرته :جيهان رفاعى

ذكر الدكتور عماد نجم … مدير معهد بحوث الإرشاد الزراعى أنه برغم قلة أعداد الباحثين داخل المعهد الا ان دوره هام ويقوم به على أكمل وجه ، وانه لا يجب أن يكون هناك تهميش لدور المعهد بين المعاهد الآخرى ، وأنه لابد من العمل بشكل مؤسسى وليس فردى حتى لا يضعف دور المعهد ، وقال إن لدينا اصطاف من الباحثين على كفاءة عالية جدا ولا نقبل أن يكون المعهد درجة ثانية .

واضاف أن هناك فائض كبير من الموظفين داخل وزارة الزراعة يجب أن يستغل لصالح العملية الإرشادية .

وتابع أنه يجب تحليل الوضع الراهن عند تولى اى مسئولية للوقوف على نقاط القوى والضعف والفرص والتهديدات .

واوضح ان منظمات العمل الارشادى يمكن أن تساعد فى حل مشاكل الإرشاد، وان القصة بحجم الاستفادة وليس حجم الإنجاز ، وان البحوث العلمية تحتاج معيار للتقييم وليس معيار للترقية، كما لا يوجد مسميات جديدة للارشاد ولا معنى لكلمة ارشاد الكترونى لأن هذه طرق ووسائل نستخدمها في الإرشاد الزراعى .

وطالب أساتذة معهد بحوث الإرشاد بالاهتمام بمعهدهم والتعاون والسعى نحو عدم الاهتمام بما هو من يدير أكثر مما يدار ، وان يكون هناك مرونة فى التعامل لصالح العملية البحثية .

والى نص الحوار….

س. كلمنا عن المعهد وانشطته ، واهم المشاكل التى تواجهه ، وخطتك للتغلب عليها ؟

ج. تم إنشاء معهد بحوث الإرشاد الزراعى وفقا للقرار الوزارى عام ١٩٧٧ ، والقرار الجمهورى لعام ١٩٨٠ ، ضمن معاهد ومعامل مركز البحوث الزراعية المطلوبة لتنمية القطاع الزراعى والمجتمع الريفى ، وتتضمن رؤيته تحسين نوعية الحياة الريفية من خلال إجراء البحوث التطبيقية مع تحديد المشكلات والاحتياجات التعليمية والاجتماعية لجميع فئات المجتمع الريفى … ويتكون المعهد من خمسة أقسام بحثية وهى : قسم بحوث الطرق والمعينات الإرشادية ، قسم بحوث البرامج الإرشادية ، قسم بحوث التنظيم والتدريب الإرشادي ، قسم بحوث المجتمع الريفى ، قسم بحوث تنمية المرأة الريفية … ويتم من خلال انشطة المعهد بناء البرامج الإرشادية فى مختلف مجالات الإنتاج الزراعي وتنمية الموارد البيئية الريفية وبناء البرامج التدريبية لتنمية قدرات الموارد البشرية ، تحديد مشكلات الريفيين واحتياجاتهم الإرشادية التعليمية لوضع السياسة الزراعية الكفيلة بحل هذه المشكلات ومقابلة تلك الاحتياجات من خلال تنظيم ارشادى فعال يتوخى الحفاظ على الموارد البيئية بحسن إداراتها وصيانتها مراعاة للأجيال القادمة ، وكذلك تدريب العاملين فى القطاع الزراعى والمجتمع الريفى لإعداد كوادر من العاملين والقيادات المحلية الريفية لتنفيذ الأنشطة الإرشادية باستخدام أنسب الطرق والمعينات الإرشادية وفقا لاستراتيجية واضحة تربط نظم المعرفة الموروثة والعلمية والمعلومات التقنية الزراعية وذلك بالتنسيق والتعاون مع المعاهد البحثية المختلفة في المجالات المختلفة و الحملات القومية للنهوض بالانتاج الزراعى مع تقييم نتائجها للتعرف على مدى تحقيق أهدافها المنشودة ومساهمتها فى تحقيق التنمية المستدامة … ومعهد الإرشاد رغم قلة أعداد باحثيه إلا أن له دور هام يقوم به على أكمل وجه ، وقد لاحظنا ذلك فى الإنجازات التى تمت العام الماضي ، فقد أنجزنا ٩٥٪ من الخطة بفضل الأساتذة والزملاء … أما بالنسبة للمشاكل التى تواجهه فمن اكبر المشاكل هو قلة اعداد الباحثين التى قد تكون عائق عند التعاون مع المعاهد الاخرى لأنه لابد من تواجدهم فيها ليس كأشخاص ولكن كتعاون واتصال بينا لنقل المعلومة سواء عن نشر أصناف جديدة او كيفية تقييم الحملات القومية أو معرفة أسباب عزوف المزارعين عن صنف معين ، كما يقوم المعهد بالتعاون مع الجهات المختلفة مثل الفاو وغيرها وقد سعينا لذلك لكى نحاول أن يكون لمعهدنا تأثير داخل المركز ، وهناك للاسف أيضا من يقوم بالعمل بشكل فردى مع معاهد أخرى دون الرجوع للمعهد وهذا يضعف من دور المعهد لانه يجب العمل بشكل مؤسسى وليس بشكل فردى .

س. هناك دائما تهميش لدور معهد بحوث الإرشاد الزراعى بين المعاهد الاخرى … ما رأى حضرتك ؟

ج. دور المعهد يظهر جليا عند نقل تكنولوجيا ما ونرى تأثيرها على المجتمع ولكن وجود وكيل الإرشاد فى كل معهد من المعاهد أصبح يؤدى إلى الخلط بين العملية الإرشادية كمعهد بحوث الإرشاد وبين دور وكيل الإرشاد فى كل معهد ، وكل باحث أصبح يهيء له أنه يستطيع أن يقوم بالدور الارشادى وهذا للأسف يحدث على المستوى الميدانى ومستوى كل القطاعات وليس المعهد فقط ، فالارشاد ليس نقل التكنولوجيا فقط بل هو اسلوب دراسة حتى يتبنى المزارع هذه المعلومة وتصبح جزء من سلوكه ، فمثلا المزارع الأمي لا يمكنى التحدث معه باللغة الإنجليزية أو بمصطلحات معقدة عن طبيعة أصناف بدون استخدام المرادفات التى يفهمها والتى تختلف من محافظة لأخرى ، فالارشاد مبنى على نظريات تعلم ونظريات إعلام فهو ليس علم بينى فقط ولكنه عملية تعليمية غير رسمية تهدف لمساعدة الناس لزيادة إنتاجهم اى به جانب اقتصادى اى الاستفادة من المعلومة وليس معرفتها فقط ، وقد ذكرت اغلب الدراسات فى المنظمات الحديثة أنه لو تم تطبيق نصف التكنولوجى الموجود فى مركز البحوث الزراعية فقط سيزيد الإنتاج الضعف ، فالعنصر الحاكم هو العنصر المؤثر هنا وهو الإرشاد الزراعى وهو الذى يتحمل الفشل بينما النجاح ينسب لجهات أخرى ، والتفسير هنا قد يكون من عدم وضوح الدور وليس عدم وجودة ، ولا يجوز أن يكون هناك باحثين فى المعهد وفى نفس الوقت يقوموا بأنفسهم بمهاجمة المعهد ، فالكمال لله وحده وليس معنى ذلك التقليل من قيمة العمل ولكن طبيعة العمل تؤدى إلى ذلك ، وفى جميع الجهات توجد مشكلات تتولى الإدارة حلها ولكن الهجوم على الكيان خطأ كبير ، فاذا كان لديك اعتراض عليك باللجوء إلى رئيسك المباشر ، وعندما توليت إدارة المعهد كانت المهمة الأساسية أن يقوم السادة رؤساء الأقسام بعملهم ومهامهم ، وهنا خطوط الاتصال يجب أن تكون واضحة ومنظمة والانتماء يجب أن يكون موجود ولا يحدث ذلك إلا عندما نشعر أن المكان هو ملك لنا حتى لا نندم اذا ضاع فيجب أن ننظر نظرة مستقبلية لما هو قادم ، وقد يحدث كثيرا عدم الوضوح فى الفرق بين الأدوار ، فمثلا هناك خلط بين دور معهد بحوث الإرشاد والإدارة المركزية للإرشاد الزراعى وقطاع الإرشاد ، وقد تحدثت مع وكلاء الإرشاد لنضع هيكل يسمى وحدة حلول البحوث للمشكلات الزراعية وذكرت أن أعضاءها هم وكلاء الإرشاد فى كل معهد ، بأن يكون الوكيل مسؤول عن اعطاءنا التكنولوجى الخاص بمعهده ونحن نقوم بأقلمته ونقله من خلال لجنة تتولى هذا الأمر ، وقد طرح هذا الأمر على معالى الدكتور محمد سليمان ومعالى الوزير السابق ولكن المشكلة أن كل معهد لا يستجيب وانه يهيء له أن بإمكانه أن يقوم هو بالعملية الإرشادية وبالطبع يهاجم الفكرة … نحن لدينا اصطاف من الباحثين على كفاءة عالية جدا ولا نقبل أن يكون المعهد درجة ثانية بين المعاهد البحثية ، يوجد فى المعهد حوالى ٣٪ هيئة مساعدة ولكن الغالبية أساتذة وأساتذة متفرغين وهذا ليس عيب بل ميزة لتوافر الخبرات المتوارثة والاستفادة منها وتوجيه اصطاف العمل .

لابد أن يكون لمعهد الإرشاد قضية جوهرية يناقشها ودراسة كاملة يقدمها للدكتور محمد سليمان أو معالى الوزير واتقدم لهم بخالص الشكر والتقدير وكذلك لسيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لانه يهتم جدا بالزراعة ويعتبرها من القطاعات الإنسانية ، وكذلك رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولى الذى يعتبر الزراعة قاطرة التنمية ، وكذلك وزير الزراعة السيد القصير الذى يهتم كثيرا بالمزارع والتكنولوجيا والعائد الاقتصادى وكيفية استفادة المزارع من ذلك .

س. كيف نتغلب على نقص عدد المرشدين ؟

ج. نحن لا نستطيع تغيير سياسة الدولة فى التعيين ولكن يمكننا الاستعانة بالفائض الكبير من الموظفين داخل وزارة الزراعة ، فمثلا يمكن أن نأخذ من قطاعات التشجير وندربهم ونغير من مفاهيمهم ليعملوا فى مجال الإرشاد الزراعى ، اى نستفيد من الفائض الكبير الموجود في القطاعات الاخرى داخل الوزارة وننقله الى قطاع الإرشاد الزراعى مع تغيير مهامه وإجراء التدريب التحويلى عليه ، ويمكن استخدام الشباب الريفى الذى لديه وعي بالتكنولوجيا من خلال الموبايل فى نقل المعلومة ، ولكن هذه آليات لابد من دراستها … نحن نأخذ من ليس له مهام وننقله للقيام بمهمة داخل الوزارة فيعمل ويكتسب نظير عمله ، فالارشاد ليس قليل الحوافز بل على العكس لديه انشطه كبيرة جدا يستطيعالفر من خلالها اكتساب المال الوفير إذا رغب فى العمل ، ولكن للاسف قد نجد أن داخل الجامعات أقل الاقسام التحاق بعدد الطلاب هو قسم الارشاد وكذلك داخل الوزارة أقل مكان رغبة فى الالتحاق به هو الإرشاد لانه يحتاج إلى جهد وتواصل مع المزارع ويمكن لبند الحافز أن يشجع الأفراد على الالتحاق بالارشاد الزراعى .

س. ما دور الإرشاد الزراعي في خدمة المجتمع والبيئة ؟

ج. الإرشاد له دور كبير ، فغرضه هو تحقيق ربح للمزارع ، والمزارع جزء من المجتمع .. فكيف لا يكون له دور فى المجتمع ، بل له دور يسبق كل الأدوار ، فكيف اقنع الفئات على اختلافها بتنفيذ التكنولوجيا الحديثة لتزيد الإنتاجية الزراعية وانتشار الأصناف الجديدة ، كما أن الإرشاد الزراعى وسيلة لزيادة فرص العمل والقضاء على البطالة مما يؤدى إلى تقليل معدل الجريمة ، كما له دور في محاربة العنوسة نتيجة لتشغيل الشباب ، وكذلك زيادة الوعى للاستفادة من المخلفات الزراعية وتقليلها ، والاهتمام بالمرأة الريفية وحل مشاكلها فهو موجود فى كل قضية زراعية تنموية ريفية .

س. هل فشل الإرشاد الزراعى فى تحقيق أهدافه في ظل مشكلات القطاع الريفى ؟

ج. لا أستطيع أن أقول فشل بل نقول لم تتوافر له الإمكانيات لتحقيق الهدف ، بمعنى اذا تكلمنا عن الإرشاد فى إطار الميزانيات سوف نجد مشكلة كبيرة ، وكذلك مشكلة كبيرة فى قلة الاعداد ، وهناك مشاكل فى التدريب ، وهذا لا يعنى عدم نجاحه بل يعنى لم تتوافر له الإمكانيات ، وهناك كثير من المشروعات التنموية كانت ناجحة جدا اثناء وجود التمويل وعند توقفه حكم عليه بالفشل وانتهت … فلماذا لا نحكم على الإرشاد الزراعى بنفس المبدأ ؟ فهو لم يعد له تمويل الا نسبة قليلة فى الموازنة ، ولم يعد هناك أعداد تقوم بالأنشطة الخاصة به كما فى السبعينات ، فقد كان له دور كبير فى نقل التكنولوجيا وكان هو العنصر الحاكم ، والمرشد الزراعى هو القائد داخل القرية يرجع إليه فى كافة الأمور فكيف نقيد يديه ونطلب منه السباحة ومع ذلك لم يفشل .

س. لو توليت منصب وزير الزراعة ، ما اول عمل تقوم به ؟
ج. اول شىء اقوم به هو تحليل الوضع الراهن وما هو موقف الوزارة كاملا كما فعلت عندما توليت المعهد بأن قمت بتحليل نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات التى تقابل المعهد وأخاطب نقاط القوى فى الخبرات الكبيرة الموجودة لدى أساتذتنا ، أما نقاط الضعف وهى عدم وجود اصطاف مساعد ، أما الفرص فى الجهات الدولية وتركيزها على الإرشاد وأهميته ، أما التهديدات فهى ممثلة فى وجود أفراد لا ترى للارشاد الزراعى دور وتهمشه … اى نعمل تشخيص للوضع الراهن ، ونفس الوضع في الوزارة ، فالقاء التهم على الإدارة السابقة وأنها لم تفعل شىء خطأ شنيع ، فمثلا نعمل تحليل وضع الوزارة ونرى القطاعات التى بها اعداد كبيرة من العاملين والإدارات التى بها نقص فى إعداد العاملين ، القطاعات التى يمكن نقلها ، المهام التى يمكن دمجها ووضع السلطات الموجودة على مستوى الوزارة والتضارب بينهم .

س. رغم تعدد مجالات الإرشاد الزراعى إلا أن الأسر الريفية لا تزال تعانى من نقص المعلومات فى كثير من جوانب حياتها … هل من تعليق ؟

ج. يمكن لأى مزارع أن يسمع معلومة زراعية وهو لا يعى أن مصدرها جهاز الإرشاد الزراعى ، فمثلا يمكن أن يعرف معلومة من برنامج زراعى فى التليفزيون عن صنف معين ويظن انها من التليفزيون وليس الإرشاد ، ولا يعي من قام بتنفيذ هذا البرنامج الارشادى ، فلو امكنا الاستفادة من جميع الطرق الإرشادية بمختلف تنوعها نستطيع أن ننهض بالارشاد ، فمثلا المعهد كان بصدد مشروع مع الايفاد لتنفيذ ٣٠ مدرسة حقلية ، وهذا منهج من المناهج المعترف به على مستوى الفاو والايفاد واكبر الدول الأوروبية ، يعقد هذا فى حضور ٢٠ مزارع من مزارعي الطماطم مثلا وبحضور خبير الطماطم وخبير الإرشاد ويجتمعوا أسبوعيا حتى انتهاء الحصول على المحصول وهنا يلغى الحاجز الزمنى بين الباحث والمفهوم الارشادى ويستطيع الخبير الارشادى معالجة المرادفات الغير مفهومة للمزارع وتوصيلها فى صورة أوضح … وعند عمل برنامج على الموبايل فهل كل البرامج يمكن أن يصل إليها المزارع ، إن التكنولوجيا تساعد العمل الارشادى ولا تلغى العمل الارشادى ، فليس هناك ما يعرف بالارشاد الالكتروني ، فهو ارشاد يعتمد على وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وليس ارشاد الكترونى ، وهذه الوسائل تساعدني فى القرى المتباعدة ولابد أن يكون له محددات وشروط فى التواصل مع شركات تكنولوجيا الاتصالات .

س. كيف ترى مستقبل الإرشاد الزراعى فى ظل التحولات التى طرأت على القطاع الريفى ؟

ج. التحولات كثيره جدا ومتعددة بالنسبة للقطاع الريفى وأكبر تحدى كوفيد 19 وانتشار الأمراض ، وليس هذا فقط يوجد تحدى التغيرات المناخية ، وانتشار الآفات وغيرها فلا يمكن لقطاع الزراعة إلا أن يعمل فى ظل التحديات والتغلب عليها ، فمثلا مشكلة نقص المياه فقد قام مركز البحوث الزراعية بجهد كبير فى استنباط أصناف قليلة الاستهلاك للماء سواء من الارز أو القصب بكفاءة عالية ولكن المشكلة هنا أن المزارعين لم يقوموا بزراعة هذه الأصناف وهنا يرجع الأمر إلى الدور الارشادى وكيفية تبنى هذه التكنولوجيا … وهناك توصيات كثيرة من معمل المناخ وهيئة الأرصاد الجوية لتنبيه المزارع بما يجب اتباعه عند التعرض لظروف مناخية صعبة ، وهنا ايضا الإرشاد يلعب دوره لأن هناك فرق بين التوصية العلمية والتوصية الإرشادية ، واستطعنا أيضا بفضل التوصيات الإرشادية أن ننجح فى تصدير الموالح بناء على اتباعنا لهذه التوصيات بكل دقة وبشكل متكامل … نستطيع أن نقول إن الإرشاد الزراعى يستطيع مواجهة كل هذه التحديات بمعاونة الأجهزة الأخرى ، فهو لا يعمل بشكل مفرد بل تعاونى مع الجهات الأخرى ولا يوجد تنمية الا بحدوث تنمية فى القطاع الزراعي ولا يوجد تنمية فى القطاع الزراعي الا بوجود الإرشاد .

س. كيف يمكن لمنظمات المزارعين أن تنهض بالقطاع الزراعي ؟

ج. الحل فى مشاكل الإرشاد الزراعى سواء نقص عدد المرشدين او غيره يمكن أن يكون من خلال منظمات العمل الارشادى ، ففى الخارج يعتمدوا عليها فى كل شىء ، فمثلا فى مصر لماذا لا يوجد للجمعيات التعاونية الزراعية مرشد خاص بها يكون مسئول عن النشاط الزراعى وتمده الوزارة بالمعلومات الصحيحة وأماكن الحصول على التقاوى وتتواصل معه ، فالمنظمات هى الأقدر على معرفة ظروف المنطقة وكيفية التعامل مع ظروف كل قرية أو مكان ، وهى الأجدر على تعديل سلوك المزارعين لأن هناك قائد لهذه المنظمة ويمكنها من خلال عمل المنظمة التغلب على مشكلة التفكك الحيازى بالتجمعات الزراعية عن طريق الاتفاق والتعاون على عمل تجميعه زراعية بزراعة محصول واحد و فى وقت واحد بتوصيات ثابتة ويقسم الإنتاج حسب المساحة ، كما يمكن للمنظمات أن تساعد فى حل مشكلة البطالة فى الريف عن طريق المنظمات الغير زراعية ، فهناك منظمات تطوعية تخدم المزارعين لتشغيل الشباب فى مجال التسويق والتصنيف وإنشاء مراكز تجميع وفرز وغيرها .

س. ما الدور الذى تقوم به البحوث الزراعية فى تفعيل دور الإرشاد الزراعى لنهضة القطاع الريفى ؟

ج. الإرشاد الزراعى لا يعمل بمعزل عن البحوث ، فهو حلقة الوصل بين البحوث والمزارع والرابط بينهما وهذه العملية ليست بسيطة عند التنفيذ لأنها سلسلة طويلة من الإجراءات ، ولا يجب الخلط بين معهد البحوث والقطاع الارشادى ، معهد البحوث معهد بحثى مثله كمثل اى معهد داخل المركز يهتم بالبحوث المتعلقة بالتكنولوجيا ونقلها للمزارعيبن وليس هو الذى يقوم بالعمل الارشادى ولكن له دور ارشادى .

س. ما رأيك فى مدارس المزارعين الحقلية كطرق إرشادية حديثة تعلم المزارعين بالمحاكاة ؟ وهل تفضل تعميمها وفق الظروف المصرية الريفية ؟

ج. هى نموذج من النماذج الناجحة ، فقد تم عمل ١٥ مدرسة ، والايفاد طلبت عمل ٣٠ مدرسة جديدة فى خمس مناطق هى اسوان والمنيا وبنى سويف وكفر الشيخ وقنا ، وفوجىء الايفاد والجهات التمويلية الأخرى بوجود مدير معهد الإرشاد الزراعى وممثلين من معهد الإرشاد مع المزارعين فطلبوا بشكل سريع لماذا لا يتم تنفيذ هذا المنهج على مستوى أكثر من ١٢٠ مدرسة ، وأصبح من المناهج المناسبة جدا لانه يلغى عنصر الزمن لوجود الخبير الفنى الخاص بالمحصول مع الخبير الارشادى فى نفس الوقت ، اى يقضى على الفجوة الزمنية بين وجود المنتج وتطبيقه .

س: هل يوجد ارشاد زراعى فى مصر بالمفهوم الأكاديمي والجانب التطبيقى ؟ وهل يختلف فى مصر عن الدول العربية والأجنبية؟

ج: يوجد ارشاد على مستوى عالى فى مصر بالمفهوم الأكاديمي فلدينا اقسام للارشاد الزراعى فى جميع كليات الزراعة بجميع المحافظات وأساتذة ارشاد زراعى على درجة عالية من العلم و الخبرة ، وكذلك مناهج متطورة تقدم ما هو جديد فى الإرشاد من مفاهيم وبرامج وطرق مستحدثة ، كما يوجد برامج باللغة الإنجليزية فى زراعة القاهرة على مستوى عالى من الكفاءة ودائما هناك تعاون مشترك بين المعهد وكليات الزراعة لاثراء البحث العلمى ….أما على المستوى التطبيقى بالرغم من وجود مشكلات تقابل الإرشاد الزراعى ومنها نقص إعداد العاملين وقلة الموارد المتاحة والامكانيات المخصصة للارشاد الا أنه يوجد توصيات ودورات تدريبية على مستوى عالى من الكفاءة فى كثير من المجالات التى تتلاءم مع المشكلات المعاصرة مثل التغيرات المناخية والتسويق ونقص المياة وتلوث البيئة والاستفادة من المخلفات الزراعية والتصدير والتصدى للافات والأمراض المستجدة ومشاكل الأسرة والنهوض بالمرأة الريفية ، نقوم بإصدار التوصيات الخاصة لتغطية كل هذه الجوانب الهامة وتطوير آليات العمل الارشادى الحالى ليكون قادر على الاستفادة والتواصل الجيد مع الأفراد …والارشاد لا يختلف من دولة لأخرى فالتعريف والمفهوم واحد.

س: هل عالجت البحوث مشكلات الإرشاد الزراعى بشكل واقعى وفق إمكانيات وموارد الدولة المتاحة ؟ وكيف يمكن علاج الخلل بين نتائج البحوث والتطبيق ؟

ج. نحن متفقين على ضعف الإمكانيات والموارد البحثية والميزانيات وهذا وارد لأننا دولة نامية ، ان الموارد والميزانيات عندما يتم تحديدها بشكل أساسى سوف نسهل على أنفسنا هذا الإنجاز ، فالمجال البحثى يحتاج إلى كثير من الجهد والدعم والاهتمام بالمشكلات الواقعية ، فعندما ابحث فى مشكلة تؤرق عدد كبير سوف ينتبه إليها الناس والعكس صحيح اى اقدم سلعة يطلبها الأخريين ، فالقصة بحجم الاستفادة وليس بحجم الإنجاز ، فالبحوث محتاجه معيار للتقييم وليس معيار للترقية وكيف أدير خطة بحثية تنتج أبحاث يعمل فيها الباحثون تناسب المسار الذى يسير عليه المعهد ويجب التركيز على قضية جوهرية وليس الصراع بين الأقسام .

س. ما المقصود بالارشاد الزراعى الحديث ، وهل يمكن أن يمثل مخرجا لأزمة الإرشاد فى مصر ؟

ج. الإرشاد الزراعى ليس له مسميات أخرى ، وانا غير معترض على المسميات ، فيمكن تسميته ارشاد حيوانى أو محاصيلى أو خضر ولكن لا يمكن أن أقول ارشاد تكنولوجى لأن هذه طرق ووسائل نستخدمها فى الإرشاد … الإرشاد الزراعى يرتبط بقطاعات الانتاج فهو يهتم بالقطاع الزراعي والأسرة الريفية والمرأة ولكن المقصود بكلمة حديث هو الإرشاد الذى يراعى الظروف الموجودة داخل مجتمعه فيغير من طرقه ، فمثلا أثناء تفشى وباء كورونا وعدم استطاعتى عمل مدارس حقلية اضطر إلى اللجوء إلى طريقة أخرى تصلح لمثل هذا الوقت مثل مجموعات على الواتس وانقل لهم توصيات من خلال خبير يستطيعوا التواصل معه ، وهنا لم احدث فى الإرشاد بل هى طريقة تستخدم للظروف الحالية ، وامريكا مثلا لم تغير مفهوم الإرشاد عبر الزمن فالذى يتغير هو الطرق والوسائل والأساليب والتكنولوجى وطريقة الوصول للمعلومة .

س. نريد روشتة علاج لامراض الإرشاد الزراعى فى مصر نستطيع من خلالها الانطلاق نحو التطوير لتحقيق التنمية والنهوض بآليات الإرشاد الزراعى لتحقيق النهضة الزراعية ؟

ج. الجهاز الارشادى فى مصر يحتاج اهتمام ووضوح للدور الذى يقوم به ، فهناك أفراد كثيرة من داخل الإرشاد يهاجموه نظرا لوجود اهداف أخرى خاصة بهم ، فإذا رغبنا فى تحقيق الإنجاز نتفق جميعا على مهمة واحدة نتعاون فيها جميعا ولا نهتم بمن الرئيس ومن المرءوس ولكن الأهم تحقيق النجاح للجميع وليس نجاح الفرد ، ولابد من عمل لجنة من الأخصائيين الارشاديين والخبراء لكيفية الاصلاح الارشادى الزراعى ، وهذا لا يتم إلا فى وجود استراتيجية لها مهام ورؤى ووضع خطة تحدد قبل التنفيذ ولها جدول زمنى .

س. كلمة توجهها لأساتذة وزملاء معهد بحوث الإرشاد الزراعى ؟

ج. ارجو النظر بشكل كبير جدا لأهمية معهدكم والسعى نحو عدم الاهتمام بمن هو يدير أكثر مما يدار ، نرجوا أن نكون يد واحدة فالادارة لا تستطيع الوقوف أمام عمل جماعى يتفق عليه الباحثين ، واعترف انى مسئول عن أى عمل جماعى يمكن تنفيذه فى إطار الميزانيات واللوائح والقوانين بدليل عندما توليت الإدارة فى ٢٠ /١ حضرت اجتماع كان وقتها نسبة انجاز المعهد ٣٪ من الخطة الاستثمارية التى تنتهى فى شهر اربعة فكيف تنتهى ميزانية خلال ثلاث شهور ، وانا لا اعيب على إدارة سابقة وغير وارد ولكن اقصد كيف يتم الإنجاز ، وكان هناك حشد من الباحثين والزملاء يطالبوا بالعمل ولا أدرى ما منعهم ، وكانت لأول مرة تطرح ميزانية المعهد داخل المجلس ولا أدرى هل هى سر حربى ، الذى يستطيع نقل لك كل هذا هو رئيس القسم وليس مدير المعهد ولابد من التعاون معه والمشاركة ، وان إدارة المعهد تلتزم بما جاء داخل مجالس الاقسام والاعتراض عندما يكون توجه غيرصحيح ولا نستطيع توفير العائد ، فمثلا عند طلب دراسة بمبالغ فوق ١٠٠ الف جنية وكل المتاح ٥٠ الف جنية كيف انفذها ؟ يجب أن يكون هناك مرونة فمثلا تنفيذها على عدد أقل من المحافظات حتى تقل التكلفة ولا نتعنت ، وإذا أراد الباحث دراسة كل الأقاليم سوف اوافق على اساس نقنع كل الاقسام أن الدراسة تكون دراسة معهد وتشترك كل الاقسام فيها ولكن للاسف نجد اعتراض وهنا عدم الاجتماع على هدف محدد ، فقد كان لى مخطط وشرحته لتطوير المعهد فلماذا لم نتغير ونبدأ ولو بخطوة واحدة .

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock