الأخبارمقالات

صدقاتكم لأشدهم حاجة بزمن الكورونا

بقلم / دينا شرف الدين

كل عام و مصر و الأمة الإسلامية بخير و سلام و طمأنينة فقد هلت نفحات الشهر الكريم بأريجها
العطر لتقشع جزءاً لا بأس به من الغمة التي حبست أنفاس البشر أجمعين لربما ننصرف بقلوبنا
و عقولنا عن الإستغراق المرضي بأخبار الكورونا التي لا مفر منها بين ثانية و أخري ، لنحتفل بين
أسرنا و نزين بيوتنا و نمارس طقوسنا الرمضانية الجميلة بكل ما فيها بداخل منازلنا ، دون هذا الشعور
بالملل الذي تسلل إلي نفوسنا ، فنستغل هذه الفرصة التي جاءت بوقتها المناسب لنستبدل بها
ضجرنا بفرح و فراغنا بطقوس لا تدع لنا وقتاً للشعور بالفراغ و جزعنا بسكينة تملأ نفوسنا ، بغض
النظر عن تلك الخلافات التي نشبت بين البعض فيما يخص فتاوي الإفطار و معارضيها و مؤيديها ،
فلا وصاية لأحد علي الآخر ، و لا نحن بصدد شن الحملات و إلقاء الإتهامات علي بعضنا البعض ،
فكما قال المولي عز و جل : {و كل إنسان ألزمناه طائره في عنقه و نخرج له يوم القيامة كتاباً
يلقاه منشورا} صدق الله العظيم.

و لكن : هل يعيد كل منا حساباته فيما يخص الصدقات التي اعتاد الكثيرون علي إخراجها خاصة
بشهر الخير و الإحسان ؟ فهناك بحق من هم أولي بالصدقة و أشد حاجة إليها عن غيرهم ممن
اعتدنا البحث عنهم ، فمرضي الوباء المستجد و ميزانية الدولة المخصصة لإغاثتهم و علاجهم
تستحق الدعم ، فليخصص أهل الخير جزء أساسي من صدقاتهم و ليس بالضرورة كلها للتبرع
لصندوق متضرري كورونا و ليضع كل منا بحساباته من الزكاة و الصدقة أيضاً متضرري الظرف الحالي
من العمالة المؤقتة التي فقدت مصدر رزقها ، لربما نعاون الدولة فيما منحته إياهم من إعانة قدر
استطاعتها لكنها دون شك لا تكفي مستلزمات الحياة .

فلنتحري جيداً مواطن الصدقات و لنبحث جيداً عن مستحقيها و لنحلق خارج التقليد المعتاد لأننا
نمر بظروف غير معتادة لعل الله أن يجعل لنا من كل ضيق مخرجا و من بعد عسر يسر و كل عام
و نحن و مصرنا و أحبائنا و أهلينا بخير و سلام و صحة و أمان .

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock