بقلم: دينا شرف الدين
ماذا تعلم عزيزي القارئ عن الغارمات ؟
أظن أننا جميعاً قد علمنا ما لا يكفي عن قضية الغارمات من خلال إعلانات التبرعات التي تمتلئ بها قنوات التليفزيون عادة في شهر رمضان الكريم الذي يعد شهر الخير و الرحمة و الذي خصصت فيه كل الجمعيات الخيرية و المؤسسات الدينية القدر الأكبر لإعلاناتها التي تدعو المصريين إلي التبرع للعديد من الجهات منها مستشفيات علاج الأورام. بالمجان و مؤسسة مجدي يعقوب للقلب و مصر الخير و غيرها الكثير من الأسماء الشهيرة التي تعمل بالعمل الخيري ،
و قد كان إعلان التبرع للغارمات ضمن أشهر تلك الدعوات التي أدرجت هذا النوع من مصارف الصدقات و الزكاة ضمن قائمة طويلة من أوجه العمل الخيري .
و لكننا في النهاية لا نعرف الكثير عن معاناة هؤلاء الذين يصنفون في نظر القانون خارجين عليه ، و في نظر المجتمع مجرمين !
أي نعم قد يرتكب هؤلاء أخطاء تندرج كلها تحت بند التعثر في سداد المديونيات و الأقساط الخاصة بأي مشتروات ، ثم لا يجدون إلا أبواب السجون التي تُفتح علي مصرعيها لتمتلئ بهم إلا أن يقضي الله أمراً كان مفعولا !
و بما أن معظم هؤلاء المتعثرين من النساء و خاصة الأمهات اللائي يضحين بأنفسهن و يتورطن في مبالغ كبيرة من الأقساط الشهرية لزواج أبنائهن أو بناتهن ، فعلينا أن نرأف بهن و نلتفت لأهمية مساعدتهن التي فتح لها الباب
و كان أول المهتمين الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما سدد دين عدد من الغارمات من النساء و تم إطلاق سراحهن و من بعدها بدأت بعض الجهات الخيرية تلتفت لهؤلاء و تدعو الناس بالتبرع لهم .
و لكن :
بالرغم من انتباه المجتمع و أجهزة الأمن لضرورة الرفق بهؤلاء الذين تحولوا إلي مجرمين و هم ليسوا بمجرمين ، فهناك العديد من الأماكن التي لا تدخل ضمن دائرة الإهتمام و لا تصل اليها تلك التبرعات و لا ينالها أي نوع من أنواع العفو !
فقد فعلها الرئيس بشكل إنساني ليثبت للجميع أن هؤلاء النساء منهن أمهات و مريضات و لسن بمجرمات ، فلم لا تفعلها وزارة الداخلية المسؤولة عن تنفيذ أحكام القضاء بشكل إنساني منظم بما لا يتعارض مع تطبيق القانون و يستثني فقط الحالات التي تثبت أحقيتها بهذا العفو ؟
و قد كانت مبادرة (سجون بلا غارمين وغارمات)
أحد أهم أشكال الإنسانية الغير محدودة التي غمر بها السيد الرئيس شعب مصر بكافة الإتجاهات منذ توليه مسؤولية البلاد و حملها الثقيل الذي أثقل كاهله بما لا حصر له من عمل شاق و إصلاحات بكافة الإتجاهات و علي كل المستويات و صد عدوان معلن و آخر مختبئ لا يكل و لا يتوقف من أعداء كثر ،
لكنه أهل لها بالأدلة و البراهين التي نراها بأعيننا و نجني ثمارها يوما بعد يوم رغم كيد الكائدين .
فبالرغم من هذا الحمل الثقيل الذي لم أذكر منه سوي القليل ،
فقد أبي سيادة الرئيس الإنسان أن يترك أمهات كبيرات السن مريضات يمتن خلف قضبان السجون و لم يتأخر عن مساعدتهن بكل الوسائل مثلما عهدناه دائماً .
و ما زالت سلسلة الحفاظ علي كرامة المواطن المصري تنسج حلقاتها لتصل بالنهاية إلي عودة الكرامة التي كانت قد انتهكت دون ان يهتز لأحد طرف ،
نهاية : إنتبهوا أيها السادة فهناك صرخات و استغاثات لا تصل إلي مسامعكم ، فأنصتوا قليلاً لتصل إليكم تلك الأصوات الخافتة التي لم ينتبه لها ولم يسمعها راعٍ من قبل .
إلي أن وهبنا الله راعٍ يخش الله و يتحسب ليوم سيحاسب فيه أمام الله عن تلك الرعية .
و للحديث بقية عن أشكال حفظ كرامة المواطن المصري