فن وثقافة

ذنب الحب

بقلم / دعاء أحمد شكرى
ذنب الحب
تتحجر عيناها.. بزاوية من مقام السيدة زينب ،”حسناء” تنهمر دموعها..تسأل برجفة الوله والورع :
-الحب حرام ؟
ومن الجهة اﻷخرى من المقام “عابد” يبكى حباً سكن قلبه سهوا، لكنه يخشى من ربه وظلم زوجته وخيانته لها ولو فكراً. فى آن واحد ورغم المسافة بينهم، تواردت إجابة الشيخين :
– ﻻ ذنب لنا جميعاً… إن زرع الله حبا بقلوبنا ، وحده مؤلفها فليس بأيدينا وضعه وﻻ نزعه….. حقا إنه حب ارتُكب بلا عمد، لكن لا نجعله بأفعالنا ذنباُ.
يتقابل وجهاهما، منديين بالدموع..العقل ينزع قلبيهما المتعانقين.. ضميرهما تنساب دموعه بهدوء، لوداعهما وصدق مشاعرهما هامسين:
– ذنب مغفور إن ظل محظوراً بالقلب.
يقطع ذكرياتها صوت المأذون
– زواج مبارك إن شاء الله
– أمى ..أمى ..تبدين شاردة الفكر .
زوج ابنتها يقبل يدها قائلاً :
-لها حق ..مباركة زواجنا ضد رغبة أبيك ليس أمر هيناً.
تنهد قلب حسناء ودفنت قبر ذكرياتها الموجعة التى أحيتها تلك الزاوية التى فارقت بها حبيبها، وهى نفس الزاوية التى عقد فيها قران ابنتها.
أمام فيلا العريس رمقت “حسناء” زوجها الفظ الذى أقسم بهدر دمائهم، رأته متجها نحو البيت وخلفه “عابد” الذى فوجئ بالمشهد فور عودته من الخارج، كما فوجئ بأنها ابنة غريمه ومعشوقته.
انتبه العاشقان فراحا يجريان نحو شجرة عشقهما بحديقة البيت الصغير وتشبثت أياديهما وحين لحقهما اﻷب و فصله بصعوبة عن ابنته توقف نبض قلبهما من خوف الفراق فسقطت ورقة بين يديهما كتب بها :
(لن نفترق إﻻ بموتنا..)
فانفطرت السماء حزنا، ولن تجف قطرات الندى من أوراق الشجرة الحزينة المحفور عليها اسماهما: ..حبيب♡ حنين

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock