كتب – محمد عبد الحميد
الموت قريب منا .. المرض قاب قوسين أو أدنى منا ..فعلى مدار عام متواصل داخل وحدة كوفيد 19وداخل مستشفى العزل بمستشفيات جامعة بنها ونحن نتعامل مع خطر قائم وليس محتملًا؛ فكل المحجوزين مصابون بالفيروس وناقلون له”.
بتلك الكلمات روى لنا الدكتور ابراهيم راجح مؤسس وحدة كوفيد 19 بمستشفيات جامعة بنها تفاصيل التعامل مع لحظات الموت ومواجهة الوباء القاتل .
قال راجح : الكل داخل وحدة كوفيد 19 ووحدة مكافحة العدوى والمتعاملين مع مستشفى العزل على قدر المسئولية، رغم اللحظات التى يعانون فيها من الضغط النفسي والشعور بالقلق؛ لأنهم يواجهون خطرا للمرة الأولى في حياتهم، ورغم مرور عام فلا يزال المجهول عنه كثيرًا.
أضاف الدكتور ابراهيم راجح بقوله : نتعامل مع مجهول، ونتعامل مع الموت وما يخفف الشعور بالتوتر والقلق هو إحساسنا بأهمية الدورالذي نؤديه لحماية المجتمع، ونعمل صفا واحدا وفق اجراءات وقائية مشددة فالخطر اذا أصاب احد اعضاء الفريق فسيلحق بالجميع، لذا نعمل على قلب رجل واحد لتقديم أفضل خدمة طبية ونشعر بأهمية دورنا الإنساني في خدمة المجتمع ولا نرى أن ما نقدمه بطولة ولكنه واجب يجب على كل قادر بذله.
ويشير الدكتور راجح الى انه تم انشاء وحدة كوفيد 19 بتكلفة قدرها 2 مليون جنيه من الجامعة فى رمضان من العام الماضى وتم التعامل مع اكثر من 2000 حالة كورونا وكنا نعمل على مدار اليوم ودون توقف او كلل ودون مقابل وسط المعمعة .
ورغم اصابة اكثر من 60 من فريق العمل بوحدة كوفيد 19 ومكافحة العدوى من الخارج الا انهم قرروا العودة للعمل داخل معقل مواجهة كورونا رغم تعرضهم لألم المرض ورغم ان زملائنا من الأطباء بالمستشفى اصيبوا ومنهم من فقد حياته امام اعيننا ورغم مرارة الألم لفقدهم وفقد الكثيرين ممن نعرفهم من الأطقم الطبية الا اننا مستمرين ومتواصلين من اجل القضاء على هئا الوباء.
ويعقب بقوله : التجربة التى عشناها خلال عام ولا زلنا نعيشها وخاصة فى ظل الموجة الثالثة التى تهدد العالم تجربة صعبة ومؤلمة وارى أن هذه التجربة واحدة من أهم التجارب التي تعلمت منها خلال حياتى وما يسعدنى ويخفف من حدة مانعانيه من ضغوط هو لحظات الشفاء التى نراهافى المرضى والتى تحول عبوسنا وحزننا الى ابتسامة رضا واطمئنان ففرحتنا بحياة ونجاة روح من المرض والموت لا تعادلها فرحة ودعوات المرضى دافع اكبر للعطاء فأساس مهنتنا هو العطاء والإنسانية، وصحة المرضى أهم من معاناتنا.
وقال الدكتور إبراهيم راجح ان القطاع الطبي هو الضلع الرئيسي وخط الدفاع الأول في مواجهة فيروس كورونا ونحمل على عاتقنا مسئولية كبرى لإنقاذ الأرواح وتقليل انتشار العدوى وما نقوم به هو أقل واجب تجاه الوطن، وجهد صغير نقدمه وسط منظومة عمل متكاملة تشارك فيها قطاعات الدولة كافة لحماية المواطنين .
وحول الموجة الثالثة قال : لابد ان يتضامن الجميع وخاصة فى ظل اقتراب شهر رمضان المبارك وان يتم تطبيق القانون بحزم من الحكومة على المخالفين للقانون ومنع التجمعات ومنع الإفطار الجماعى والإلتزام بالتباعد الإجتماعى وارتداء الكمامات والتعقيم فعاقبة التهاون سيئة على الجميع .