منوعات

دماء جنودنا الصائمون

بقلم / د.جيهان رفاعى
بأيدى حقيرة غدر بجنودنا الصائمين في بئر العبد وحصدت أرواحهم الطاهرة لتصعد إلى بارئها وتسيل دماء عشرة من الجنود البواسل لتفترش الرمال بعطر الشهداء ، جريمة نكراء مفجعة بقلوب مقيتة أخرجها بالطبع الوكيل الصهيونى حيث توارت اسرائيل خلف الكواليس تحرك مسرح الإرهاب ،
فإذا أردنا أن نعرف الجانى الحقيقي نبحث عن المستفيد وهو بالدرجة الأولى الكيان الصهيوني ، إن ما حدث هو مجزرة ضد كل القيم الأخلاقية بل والإنسانية يندى لها الجبين وتخجل منها أقذر الضباع دبرتها القوى الإرهابية التى يديرها الموساد ،
مما لا شك فيه أن يد اسرائيل ساطعة مع داعش والنصرة و كافة المنظمات الإرهابية تمد الإرهاب بكل التكنولوجيا والعتاد ، لذا لابد أن ندرك الإرهاب وحقيقة وجوده وتمويله ولا ندفن رؤوسنا في الرمال ونتغافى عن تلك الحقائق حتى يمكن لنا التعامل معه والقضاء عليه وتجفيف منابعه ،
وليس أحقر من الشيطان الصهيونى حين ينبرى لإهدار دماءهم فتحيط أرواحهم الملائكة ترفرف محلقة فى سماء المقاومة تحاول استعادتها من جديد أملا فى اقتلاع جذوره الدنيئة ، فهناك حرب ممنهجة مفتوحة تمتد لتلحق الأذى بجنودنا وتتواطأ عليهم قوى الشر الدولي والإقليمي ،
وقد غدت هذه الحرب الشرسة بفصولها الإجرامية وضحاياها من الأبرياء اكبر من كل بيانات الإدانة والشجب والاستنكار ، إن هذه الجريمة بحصادها الدامى لم تعد أحداثا عارضة يرتكبها مخابيل بل عدت سياسة ذات أبعاد دولية وإقليمية مقررة يتوزع أطرافها الأدوار ويتحملون جميعا المسئولية الأخلاقية والسياسية والجنائية ،
فالارهاب صناعة لها مخططون وممولون ومنتجون ، ولها مروجين ومستثمرين ، كما أن لها ادوات ومواد أولية لوجودها ، وهذه المواد والأدوات هم طائفة من الناس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم اذان لا يسمعون بها ، قوم عطلوا عقولهم عن كل تفكير وتدبير ،
فهى صناعة سياسية يصنعها أصحاب المصالح الذين يبغون إسقاط هذه الأوطان لصالح مشروعهم الأكبر ، الذين ينشرون الموت والدمار ظنا منهم أنها بطولة ، وجهلوا أن صناعة الموت سهلة لا تحتاج إلى مقومات سوى الفلس بكل معانيه ودلالاته ، فليس صعبا ان تصنع موتا ،
ولكن الاصعب ان تصنع حياة ، فقد يتوهم هؤلاء المساكين أنفسهم فرسان الساحة وأصحاب القرار وما هم إلا ادوات خراب بيد غيرهم يحركونهم متى شاءوا ، والاعجب أنهم اتخذوا من الموت وصناعته طريقا إلى دار الجنة ، فالفناء طريقهم الى دار البقاء فاقدين قدرتهم على التفكير والتمييز ،
هذه الكيانات الإرهابية التى تغلف عملها المشين بثوب الدين تضع الجميع أمام تحديات كبيرة تتمثل فى الخطاب الدينى والمفهوم الشرعى السليم للنصوص الدينية فضلا عن التحدى الفكرى ،
فالفكر المتطرف عندما تتبناه جماعات مخدوعة فهى تخلق خرائط تمركز لهذه الجماعات وتنشىء أجيالا جديدة مختلفة فى المنهج وهذا يشكل تحديا أمنيا فى حد ذاته … لذا الواجب على كل العلماء أن يقفوا وقفة صدق تدين هذه الصناعة القذرة وتجفف منابعها وتقضى على أدواتها بالفكر المستنير الذى يعتمد النص الصحيح والرأى الصائب الذى يستنطق النص ويبتعد عن التهييج والإثارة ،
والاجتهاد الراشد الذى يتحسس مآلات الأفعال وعواقبها وينأى عن التلقائية والارتجال ولا يبتغى ارضاءالاتباع والمريدين ، اجتهاد يحمى البلاد والعباد من أن يكونوا مسرحا للتخريب والتدمير خدمة لمخططات مشبوهة ،
حما الله مصر وجيشها وشعبها وايد بالنصر قائدها إنه نعم المولى ونعم النصير … ومن بين جثامين الصائمين لشهداء جنودنا الابطال نستمطر الرحمة من رب العالمين هنيئا لهم بحسن الخاتمة تقبلهم الله فى رحمته وغفر لنا تقصيرنا فى حقهم .
الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock