الأخبارمنوعات

حوار خاص لنبض العالم مع الدكتور احمد درة استاذ الكبد والجهاز الهضمي

حوار د. جيهان رفاعي

الدكتور احمد درة هو استاذ الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية بجامعة الأزهر وعضو اتحاد كتاب مصر واتحاد الكتاب والأدباء العرب ، له اكثر من ثلاثين كتابا فى الأدب والشعر والرواية وله مساهمات علمية وثقافية كثيرة .

وإلى نص الحوار :

س: هل نقول الشاعر الطبيب ام الطبيب الشاعر ….ايهما اولا ؟
ج: اكيد الطبيب الشاعر لأن مهنة الطبيب تنطوى أسفلها اى شىء آخر حتى لو كانت موهبة الأدب والشعر وهى لا تصطدم مع الفن ولا الابداع

س: كلمنى عن الطبيب احمد درة ؟ وهل ترك الطب من أجل الأدب والشعر ؟
ج: انا خريج كلية الطب جامعة القاهرة عام ١٩٨٦ ،وحاليا أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر ، فى البداية كنت افكر أن اتخصص فى مجال طب الاطفال ولكن لظروف ما وجدت نفسى ميال لتخصص يحتاج إليه الناس بكثرة ، ففكرت فى تخصص الجهاز الهضمي والكبد والأمراض المعدية لأن مشكلة الشعب المصري مع امراض الكبد مشكلة قوية وعنيفة وخاصة لا يزال الإصابة بطفيل البلهارسيا منتشر فى مصر وخاصة فى الريف الذى انتمى إليه ، الموضوع بالنسبة لى قضية أكثر منه مهنة .
س : ما هى وظائف الكبد ؟ وما هى اهم اعراض الإصابة بفيروس سى؟

ج: الكبد هو المصنع و الفلتر وخط الدفاع والمناعة الاول في جسم الانسان ، العصارة التى يفرزها من أهم العصارات الهضمية وقد حبا الله الإنسان بمليارات الخلايا الكبدية وهذه الخلايا تتجمع في الوحدة الكبدية وهى تتكون من اربع فصوص ، له ملمس ناعم من الخارج يدل على صحة الكبد وهو يمثل نوع من أنواع الحد الفاصل بين الكبد المريض والكبد السليم فإذا تغير الملمس معناه إشارة أن هناك إصابة أو خلل ، والكبد مغلف بغلاف من الخارج مثل جلد الثعبان به الأعصاب الخاصة به ، الكبد له دورة دموية تسمى الدورة البابية التى تجمع الدم من القولون والأمعاء الدقيقة والطحال ثم تصب في الكبد حتى تحدث عملية التنقية والتمثيل الغذائى ، هناك دهون تتكون داخل الكبد مثلا الكوليسترول يتكون بداخله وإذا زاد عن حدة معناه يزيد فى الدم ولكن هناك مؤشرات داخل الكبد لتصنيع الكمية من الدهون التى يحتاجها الإنسان فقط حتى لا تزيد عن حد معين وتتحول إلى حالة مرضية ، والكبد هو الذى يحول مخلفات البروتينات إلى مادة الامونيا التى تذهب الى الكلى وتتخلص منها على هيئة بولينا، وإذا كان هناك خلل فى الكبد تتسرب هذه الامونيا إلى الجهاز العصبى ويدخل الإنسان فى الغيبوبة الكبدية ومشاكلها ، والكبد يصنع اهم بروتين فى جسم الانسان وهو الالبومين الذى يحفظ التوازن فى كل خلايا جسم الانسان والدورة السيالة كما يحفظ تركيب الهيموجلوبين وبالتالى المحافظة على الضغط الاسموزى والسوائل المرارية ، نقص الالبومين يؤدى إلى انتفاخ الجسم وعدم الاتزان والأستسقاء ، هناك أكثر من ١٠٠٠ وظيفة وكلها وظائف معقدة لا يستطيع إدراكها العقل البشرى العادى ومنها تخزين الطعام لدرجة أن الإنسان يمكنه الحياة لمدة أكثر من أسبوع بدون طعام اعتمادا على مخزون الكبد …أما عن اعراض الإصابة بالفيروس فهناك اعراض كثيرة وتكتشف بالتحليل، كما له مضاعفات مثل التهاب القولون وليس هناك ما يسمى القولون العصبى ولابد أن يختفى هذا التعبير نهائى عند الناس ، اولى معاناة مريض الكبد هو عسر الهضم ، فيروس سي له تأثيرات خارج الكبد ومن هذه التأثيرات التهاب المفاصل ، وقد يحدث امراض جلدية نتيجة الإصابة ومنها ضعف نضارة الوجة…

س: هل نستطيع أن نقول إن العالم نجح فى القضاء على فيروس سي بعد ظهور العقاقير الحديثة التى ساعدت فى شفاء ملايين المرضى في مصر ودول العالم ؟
ج: لا طبعا … فيروس سي لم يقضى عليه حتى الآن إلا لو اكتشف مصل للفيروس ، والأدوية الآن تعالج ولكن لا تمنع الإصابة والأساس فى الأمراض المعدية هو ضرورة منع العدوى ، مشكلة فيروس سي فى البداية أنه كان مبهم وغير واضح وكان هناك اختلاط بينه وبين فيروس ا وفيروس ب وغير معروف التركيب الجينى له أو خصائصه الخطيرة التى عرفت تحت الميكروسكوب الالكترونى ، فهو فيروس وحيد الحامض النووي RNA ، وظهرت المشكلة عندما حدثت الإصابة به لملايين من المصريين فى فترة من الفترات ، فقد كان هناك مشروع كبير فى مصر لعلاج البلهارسيا واعتمد هذا العلاج على حقن تسمى تارتر أميتك وهذه الحقن كانت تؤخذ بالسرنجات الزجاجية القديمة التى كانت تعقم عن طريق الغلى فى الماء وهذا التعقيم كان غير كامل ، ونظرا للزحام الشديد على هذه الحقن فى الوحدات الصحية بالمدارس والقرى والنجوع مع عدم التعقيم بشكل كافى وبالتالى انتقل المرض من أشخاص مصابة به إلى أشخاص ومجموعات كبيرة ، وللاسف حدث في هذا الموضوع ظلم كبير للشعب المصرى وانتشر فيروس سي بينهم وأصبح هناك مشكلتين ؛ مشكلة مرض البلهارسيا بالإضافة إلى دخول فيروس سي الكبد أيضا ، وهذا يمثل لنا كأطباء خطورة عالية لأنه خليط من كائنين دخلا الكبد وللأسف تسببا فى تخريب جهاز المناعة للجسم ، وبذلك انتشر فيروس سي انتشار كبير جدا تعدى ٢٠ مليون مصرى فى فترة من الفترات مع انتشار عدد المصابين بطفيل البلهارسيا فى وقت واحد مما أدى إلى سرعة حدوث التليف والفشل الكبدى وايضا فشل في وظائف الطحال وحدوث تضخم فيه لأن من ضمن وظائف الطحال أنه يعتمد عليه جهاز المناعة وبالتالى تدميره امر صعب جدا ، ومن المفترض أن النخاع العظمي يفرز خلايا المناعة ، وعند حدوث الإصابة بفيروس سى يؤدى إلى وقف عملية تصنيع العناصر الأساسية للمناعة فى النخاع العظمى أيضا وخاصة كرات الدم البيضاء والحمراء ، وهناك محاولات منذ أكثر من ٣٠ سنة لإنتاج المصل وحتى الآن لم يصنع نتيجة لسرعة تحور الفيروس ، فغير معروف ما هى مضادات الاجسام التى تستطيع القضاء على هذا الفيروس ، وقد تمت هذه المحاولات فى ألمانيا وانجلترا والصين وامريكا ، ولكن لا يوجد اهتمام لأن حجم المشكلة لديهم اقل بالرغم أن اكتشاف المصل سوف يحقق لهم مكسب تجارى عالى .

س: ما معنى الكبد الدهنى ؟
ج: لابد من التفرقة بين إصابة الكبد وفقدان الكبد لوظيفته ، عند اى التهاب فى اي منطقة فى الجسم نلاحظ تحولها إلى اللون الأحمر نظرا لأن لون الخلايا لهذه المنطقة احمر ، أما خلايا الكبد دهنية يكون لونها ابيض وعندما تلتهب هذه الخلايا تتحول الى اللون الابيض ويسمى الكبد الدهنى مجازا ولكن تحت أشعة الموجات الصوتية نجد أن الكبد لامع اى يعطى اللون الابيض اللامع وهذا التعبير الحقيقى عن الكبد ، وهنا نفرق فعندما يلتهب ويتدهور الكبد يفقد وظائفه ولا يستطيع التخلص من كمية الدهون التى تترسب بداخله نتيجة امراض عامة فى جسم الانسان مثل السمنة وبعض الأمراض الوراثية وهنا نلاحظ أن الكبد عند الإصابة تتناثر الخلايا الدهنية وتتداخل بين النسيج الكبدى ويتلون الكبد باللون الابيض .

س : متى يمكن الاستغناء عن زراعة الكبد ؟
ج: الاستغناء عن زراعة الكبد سيكون فى المرحلة المقبلة عندما نستخدم الخلايا الجذعية وحتى هذه اللحظة لم يأتى هذا الموضوع بنتائج إيجابية على مستوى العالم .

س: ما رأيك فى مقولة أسأل مجرب ولا تسأل طبيب ؟

ج: فى ظل التطور العلمى الرهيب فى جميع أنحاء العالم يعتبر هذا الكلام خطأ كبير ، الأمراض مختلفة خاصا بعد اكتشاف طرق التشخيص الحديثة ولكن يمكن أن تتشابه الامراض فى الاعراض ، فمثلا عند ارتفاع درجة الحرارة لشخص ما تختلف أسبابها من مرض الى اخر فكيف لى أن أسأل مجرب فى هذه الحالة ، هذه مقوله ساذجة تعالج الأعراض ولا تعالج المرض وخاصة مع التطور الرهيب فى التشخيص .

س: ما رأيك فى مبادرة المائة مليون صحة ؟

ج: هذه الفكرة سبق لى الإشادة بها ، وهى فكرة قائمة على استباق تطورات المرض اى قائمة على التشخيص فى المقام الأول والمسح العام ينص على ذلك برسم خريطة للمرض وتحديد من المريض ومن المعرض أكثر للمرض ، ومن يصبح بؤرة لتصدير المرض ونقل العدوى وهذه من طرق العلاج الحديث ، وهذا رائع جدا عند القيام بمثل هذه المبادرة فى فترة زمنية محددة بالإضافة إلى توفير العلاج بعد دراسة علمية لواقع المرض ومواصفات الأشخاص الذين سوف يتلقون العلاج ، نفذت هذه الفكرة بطريقة صحيحة وأنقذت أشخاص كثيرة كانت معرضة للعدوى وحجمت اشخاص أخرى يمكن أن ينقلوا العدوى ، فأصبح التحكم بشكل أكبر فى انتشار المرض والفكرة القادمة سوف تذهب لاكتشاف اورام الثدى عند النساء .

س : ما حقيقة تطور فيروس كورونا وإصابتة الجهاز الهضمي ؟ وهل هناك موجة ثانية للفيروس وكيف نتفادى الإصابة به ؟
ج: فيروس كورونا من عائلة فيروسية قديمة منها السارس وقد ظهر فى الصين وانتشر فى العالم كله وكان يصيب الجهاز التنفسي أيضا ، وهى عائلة عالية التحور ترواغ جهاز المناعة ، وفكرة تحور الفيروس أن الحامض النووي يتركب من مجموعة أحماض أمينية يقوم الفيروس بتغيير الشفرة وترتيب الاحماض الامينية وإضافة جين جديد خاص به للحامض النووى مما يؤدى إلى اختلال في جهاز المناعة وحدوث تحور ، والكورونا فيروس حدث له تحور سواء هناك معامل أحدثت تلاعب فى تركيبه الجينى ام لم يحدث ذلك فى مدينة يوهان فى الصين ولكن حتى هذه اللحظة لم نستطيع أن نجزم بهذا الأمر ، ولا يوجد شىء يسمى فيروس تم تخليقه ولكن هناك فيروس يتم التلاعب فيه بتغيير الشفرة الجينية لأسباب علمية واستخدامها فى حرب بيولوجية أو كيميائية وهذا وارد أن يحدث ، لكنى أرى أن انتشار هذا الفيروس فى العالم كله يقلل من فكرة المؤامرة ولكن سوف يظهر ذلك فى المستقبل … والخلاصة أن الفيروس عالى التحور يدخل الدورة الدموية بطريقة شرسة ويضرب كرات الدم الحمراء و يحللها مما يؤدى إلى حدوث الجلطات ، وهذه الجلطات يمكن أن تحدث في القلب أو الجهاز الهضمى أو الدورة الدموية الدقيقة ، اى أطراف الاعضاء مثل الكلى أو الأمعاء أو المخ وتحدث نزيف ، اى أن إصابة الجهاز الهضمي نتيجة المضاعفات الخاصة بهذا الفيروس ، ويمكن أن تحدث المضاعفات ايضا فى المخ أو الجهاز التنفسى ، وهناك نوع من هذا الفيروس له مستقبلات فى خلايا معينة فى الحويصلات الهوائية للرئتين وعند دخوله اليها يغلق هذه الحويصلات ويحدث الاختناق للمريض وفشل الجهاز التنفسي ، أما عن احتمالات العودة لانتشار الكورونا محتمل وليس هناك ما يسمى بموجة ثانية أو ثالثة إنما هى عودة للانتشار فى اى وقت مثل الدرن فهو مرض قديم وقد حدثت منه مرات عودة وكذلك الجديرى عاد بعد الاختفاء بفترة كبيرة وكذلك الطاعون … فاحتمال عودة الأمراض شىء عادى .

س: كيف نفرق بين الانفلونزا العادية والكورونا ؟
ج: لا نستطيع التفرقة بشكل صحيح الا عن طريق التحاليل والأشعة ، أما الاعراض تتشابه بدرجة كبيرة ، والقول بأن درجة الحرارة تكون عالية عند الإصابة بفيروس كورونا ولا تنخفض غير صحيح لأن مع المسكنات تنخفض الحرارة ويمكن أن يسيطر جهاز المناعة على المرض بشكل قوى .

س: هل احترفت الشعر ام مازالت هواية ؟
ج: نعم احترفت الشعر ولكنى لا أتكسب من الشعر او الادب او بيع الكتب ولكنى اشارك فى مهرجانات ولى أمسيات خاصة بى .

س: التقيت كثيرا بالكاتب الكبير نجيب محفوظ … كلمنا عن ذكرياتك معه وماذا اكتسبت منه ؟
ج: الرجل الأول فى حياتى الثقافية هو عبد المنعم الصاوى وهذا الرجل رغم أن مدة البقاء معه لا تتجاوز العام وقد توفى فى بغداد ولكن فى هذه الفترة كنت ملازم له وتحدثنا فى معظم القضايا السياسية والثقافية واكتسبت منه الكثير ، وبعد ذلك تعرفت بالاستاذ ثروت اباظه فى جريدة الأهرام وكان هو سبب علاقتى بنجيب محفوظ ، وكان الاستاذ عبد المنعم الصاوى يفتح لى باب الحضور مع ثروت اباظه فى لقاءاته ، فقد كان ثروت رئيس اتحاد الصحفيين المغترب وفى إحدى المرات التى كان يزور فيها مصر رئيس اتحاد الكتاب فى السنغال للمتحدثين بالعربية وكان موجود الاستاذ ثروت اباظه رئيس اتحاد كتاب مصر وتبادلنا المناقشات وقدمنى الاستاذ عبد المنعم الصاوى لهم ونحن على مأدبة الغداء لالقاء قصيدة وكانت قصيدة شبه عمودية وقد أعجب بها الجميع وكانت عن سيناء ، وقد تم نشرها فى الاهرام بعد ذلك وكنت فى الجامعة وقتها ، ثم بدأت أتردد على جريدة الأهرام واكتب بجوار مقال ثروت اباظه ، وفى إحدى المرات سأل عنى الكاتب الكبير نجيب محفوظ وطلب مقابلتى وانتقلت الصداقة إلى مكتب نجيب محفوظ وكنت التقى بمحفوظ أسبوعيا ، وكنا دائما نتبادل الأفكار ثم بدأت أكتب عن نجيب محفوظ نفسه بطريقتى وكتبت فلسفتى لفكرة الملل ، وقد أعجب جدا بى عندما كتبت بطش الملل عن إحدى مجموعات نجيب محفوظ القصصية وهى حكايات حارتنا ، وقد نشرت فى الاهرام بصورتى وصورة نجيب محفوظ بطريقة زوجية بناء على طلب نجيب محفوظ نفسة ، وهذا التعبير انا من وضعته فى لغة النقد عن أعمال نجيب محفوظ ، ثم قدمنى لكتابة اسبوعيات الاهرام وكان يقوم بكتابتها كبار الكتاب مثل يوسف ادريس ، يوسف عز الدين عيسى ، د.محمد عنانى الناقد العظيم ، د.سمير سرحان ، مصطفى بهجت بدوى رئيس مجلس إدارة دار التحرير والنشر ، والجميع أشادوا بى وخاصة نجيب محفوظ وقال لى تستحق الكتابة فى الصفحة الاولى .

س: كلمنا عن أهم مؤلفاتك وذكرياتك عنها ، وما هى المنمنمات ؟
ج: حصلت على جائزة جامعة القاهرة وانا فى إعدادى طب عن كتابى (براءة من السماء) وقد طبع أكثر من عشر طبعات ، وتم بيعه فى مكتبة الأسرة بالملايين وهو عن حياة السيدة عائشة وقد تم نشره فى هيئة الكتاب ثم مكتبة الأسرة … وهناك رواية (ايام موحشة) لها صدى نقدى كبير جدا وهى نقله نوعية مزجت فيها التاريخ بالواقع المرير ، وهى تمثل مرحلة ما بعد هزيمة ١٩٦٧ وحرب الاستنزاف وانتهت الرواية بموت جمال عبد الناصر ، والجزء الثانى منها بداية من تولى الرئيس الراحل أنور السادات الحكم وهى تعالج مشكلة الحرية ، فقد كان هناك صدمة كبيرة على المجتمع المصرى عندما يكون صاحب فكرة الحرية وهو انور السادات يتراجع ويعتقل كل رموز الفكر والثقافة والسياسة فى مصر اى حوالى أكثر من ثلاث الاف شخص اعتقلوا فى ليله واحدة وتسمى هذه الرواية (فى سبتمبر) ، وهى الجزء الثاني من رواية ايام موحشة وهو يوم اعتقال هؤلاء الناس ، وتعتبر رواية هامة وخطيرة وكتبت عنها مقالات نقدية كثيرة فى كل الدوريات الأدبية فى الاهرام وجميع الجرائد العربية والدوريات الثقافية ، ولدى ٦ مجموعات قصصية بالإضافة إلى كتب أخرى تسمى (التأملات) وهى اربع اجزاء صادرة عن الهيئة العامة للكتاب تجمع بين الشعر والنثر الفنى ، كما لدى عديد من المقالات السياسية منهم مقال اسبوعى فى الاخبار استمر فترة طويلة حتى العام الماضى ، اكتب فى جميع المجالات سواء سياسية أو اجتماعية فهو مقال شامل …ثم انتقلت إلى مرحلة الشعر وكان أول الدواوين هو (ينابيع العشق) ثم (امرأة ليست عادية) وترجمت إلى لغات اخرى وكان له صدى كبير جدا ، ثم ديوان (كل شىء يتغير) وهو نابع عن فلسفة خاصة بى وهى لا يوجد شىء ثابت في الحياة سوى الله سبحانه وتعالى … ثم ديوان رسومات الحلق وسوف يخرج إلى النور قريبا ، ثم خمس دواوين منمنمات وهى القصيدة المكثفة وهذا اتجاه عالمى جديد وقد قمت بممارسته فى النثر سابقا فى مجموعة بقايا الروح ، فمثلا فكرة التكثيف والذى عبر عنها الاديب طه حسين بنقل الادب المكثف الذى فى سطور قليلة يعبر عن قضية أو فكرة أو فلسفة أو حكمة فى سطور قليلة جدا لا تفتقد الاسلوب الفنى ، وقد أشاد بى د. ماهر شفيق فريد فى مقاله النقدى عن مجموعة بقايا الروح وذكر أن أول من بدء بفكرة المنمنمات هو الدكتور أحمد درة ، ثم بدأت اكتب المنمنمات على السوشيال ميديا واتدرب عليها وانتقى الألفاظ المشعة مما جعلني اختار الألفاظ بدقة شديدة وما يتفق مع روحى ووجدانى من احساس يصل للقارىء ويغنى عن قصائد طويلة .

س: هل القصيدة قلعة الشاعر يحتمى بها من عواصف الحزن والشجن ام هى نافذة يطل منها على أشيائه السرية ؟
ج: القصيدة ليست قلعة الشاعر ، القصيدة عملية تفريغ المخزون وهو حمل ثقيل مثل الحمل والولادة … فالأم بعد أن تضع مولودها وترى ثمرة تعبها ومعاناتها تشعر بالراحة والسعادة ، وحالة الشجن الموجودة لدى الشاعر تكون سجن يحيط بالانسان وبمجرد خروج القصيدة على الورق تنفتح ابواب السجن ، وهى مثل ميلاد الصباح والتخلص من حزن الليل مع انبثاق الصباح ، الشروق هو لحظة مخاض النور وهى اهم لحظه عندى وقد تحدث عنها القرآن وقال حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الأسود من الفجر وينسحب أذيال الظلام وهذه اللحظة هى لحظة ميلاد القصيدة عندى استقبلها فى حديقة بيتى أو من خلال الشرفة .

س: القصيدة رسالة مفتوحة للعالم … وانت تكتب هل تفكر في القارئ ؟
ج:القصيدة هى من تكتبنى وليس انا من اكتبها ، لدى قضايا ومشاكل تتفاعل داخلى بيولوجيا وهذه التفاعلات تحدث قبل لحظة مخاض القصيدة وعندما اكتب تكتبنى القصيدة ..

س: كيف تتجلى صورة المرأة في قصائدك ؟
ج: انا عاشق للمرأة ، وعلى فكرة معظم قصص الحب عند الشعراء فاشلة لا تنتهى بالزواج ، والشاعر إحساسه ليس ملكه ،يمكن أن يكتب وليس فى مخيلته امرأة معينة فقد يكون نموذج بداخلة أو تراكم قديم ، وجمال المرأة مشع فهو ليس جمال المظهر فقط ولكن الجمال الداخلى يشعر به الشاعراكثر خاصا لو كان طبيبا ، فمثلا مجموعة الرياح والسكينة التى نشرت فى مجلة آخر ساعة تتحدث عن بنت كانت معى وانا صغير فى الكتاب ، وقصيدة صفية فى ديوان ينابيع العشق عن بنت صغيرة كانت زميله لى فى المدرسة وفجأة اختفت .

س: كيف تختار عناوين قصائدك ؟ وهل من طقوس معينة فى الاختيار ؟
ج: العناوين تفرض عليا من احساس داخلى واحيانا اترك القصيدة بدون عنوان واحيانا يكتب العنوان بدون وعى ولكن بالإحساس فقط ، اى يخرج العنوان من اللا وعى .

س: لكل شاعر مرجعياته التخيلية والجمالية لبناء عالمة الابداعى ..ماهى ينابيع انهارك الشعرية لتأسيس قصيدتك ؟
ج: مرجعياتى من ثقافتى ، فأنا قارئ جيد منذ طفولتى ، فقد قرأت التراث جيدا وقرأت اهم الأعمال وحفظت القرآن الكريم ، ثم بدأت فى أغوار معانى آيات القرآن ولدى كتب تجمع بين العلم والايمان ، والايمان لا يتجزأ وعندما وصف الله اتباع سيدنا محمد وصفهم بالمؤمنين واتباع الرسالة المحمدية هم من يؤمنوا بكل الرسل ، ومن ذلك تكونت لدى حصيله لغوية قوية وقد حفظت الشعر الجاهلي بشكل جيد وقرأت شرحه فى المكتبة العربية وهو شرح الزوزنى للشعر الجاهلى اى المعلقات السبعة .

س: ما هى طقوس الكتابة عندك زمنيا ومكانيا ؟
ج: فى الفترة الأخيرة اكتب بعد صلاة الفجر ، اما المكان هو سريرى أو مكتبى أو التراس ، فمثلا رواية ايام موحشة كتبت على الفوتية بجوار السرير بعد صلاة الفجر فى مدة ٣٠ يوم .

س: ما هو احساسك بعد الانتهاء من كتابة اى قصيدة ؟
ج: بعد الكتابة والنشر لا اعود إليه مرة ثانية وافكر فى القصيدة الجديدة .

س : كيف تنظر بعد هذا العمر إلى ذكرياتك القديمة الاولى مع أول قصيدة كتبتها أو نشرتها ؟
ج: هناك قصيدة فى مجلة القصر العينى عندما كنت طالب وكنت رئيس التحرير وكانت تسمى (عندما تحرقنا الاضواء) ، تم إعادة نشرها وقتها فى جريدة الجمهورية والمساء ، وهذه القصيدة لو أعدت كتابتها مرة أخرى لم استطع أن اكتبها بنفس الاحساس كما فى المرة الأولى .

س: ما هو اجمل كاتب قرأت له وأثر فى متخيلك ؟
ج: انا من عشاق مصطفى لطفى المنفلوطى وكذلك طه حسين ، فعندما كنت اكتب فى جريدة الاتحاد الإماراتية والبيان فى دبى والخليج بالشارقة وكان لى مقال ثابت أسبوعيا تحت عنوان تأملات، وقد تم الإشادة بى فى هذه الجرائد وقالوا إن اسلوبى قريب من أسلوب طه حسين فى الكتابة الذى به أطناب واسهاب فى الصور الادبية وموسيقى فى النثر … كما أن نفسى كانت تتوق إلى ما هو اصعب وكان ذلك متمثلا فى كتابات العقاد ، فقد كان صاحب فلسفة ورؤيه ولا اشبع منه بسهوله فهو يكتب بقلم المفكر ، اما مصطفى محمود أحبه ولكن كتاباته القصصية لا ترتقى إلى الإبداع ، وقد حول نفسه إلى داعية وكنت احب كتاباته ولكنها لا تشبعنى ، وكنا نجهز للجزء الثانى لكتابه اطباء نبغوا فى الأدب مع يوسف إدريس ولكنى عزفت عن الكتابة عنه .

س: البعد والشوق والحرمان هى مفردات الشاعر ، ما هى مفردات شعرك ؟
ج: الشجن وحالة الحزن الدفين والاشواق الملتهبة لما هو مستحيل .

س: لكل شاعر بعد يميزه عن الاخرين ، فما هى ابعاد قصائدك ؟
ج: ابعاد قصائدى اتركها للقارىء ولكن أهم ما يميزها أنها قطعة من نفسى تريد الانفصال .

س: ما رأيك فى المسابقات الشعرية ونزاهة لجان التحكيم ؟
ج: انا لا اشترك فى ذلك لأن النفس البشرية إمارة بالسوء وجميع المسابقات بها مجاملات .

س : ماذا يعنى لك أن تكون شاعرا الان ؟
ج: وصول إلى محطة كان لابد من الوصول إليها مع انى غير راضى عن نفسى دايما وكنت اتمنى اكون افضل .

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock