الأخبارعالم المرأة والجمالمقالات

تعرف على سبب تسمية يوم المرأة بهذا الإسم… وموقف المرأة في الإسلام

تقرير: أية محسن

 

تحوّل 8 مارس (آذار) من كل عام إلى احتفالية عالمية بنساء العالم، للاحتفال بما حققته المرأة من مساواة، حيث تحتفي نساء العالم بيوم المرأة العالمي في مثل هذا اليوم من كل عام على مدار 166 عاماً، فمنذ عام 1856 وقت تظاهرت آلاف النساء الأميركيات في مدينة نيويورك احتجاجاً على ظروف العمل القاسية وغير العادلة تجاههن، وما تلاها من تظاهرات واحتجاجات انتقلت من مدينة إلى أخرى ومن دولة إلى غيرها على مدار سنوات.

 

فاليوم، قرر العالم أن يكون موضوع الاحتفال بنساء العالم هو “المساواة المبنية على النوع الاجتماعي من أجل غد مستدام”. كما يتطرق العنوان الأممي الرائع إلى العمل المناخي من قبل النساء ومن أجلهن.

وتشير “هيئة الأمم المتحدة للمرأة”  إلى أن العالم أصبح لديه فهم أوضح للصلة الوثيقة بين التغير المناخي والعدالة الاجتماعية، مع إدراك كامل باستحالة تحقيق مستقبل مستدام ومتساو من دون ضمان المساواة البينية.

 

و بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، لا يسع نساء مصريات إلا استرجاع مجموعة من الحوادث والأحداث التي تكشف النقاب عما وصلت إليه أوضاعهن على الرغم من محاولات مستمرة من القيادة السياسية لدفعهن إلى الأمام.

 

والدفع بأول قاضية مصرية إلى منصة القضاء الإداري في مصر رمز للاحتفاء المصري الرسمي بنساء مصر، بعد عقود طويلة من المقاومة الذكورية المباشرة حيناً والمموهة أحياناً وراء “مشاعر المرأة التي تحول دون قدرتها على الحكم بعدل منزه عن الأحاسيس” أو “حيض المرأة الذي يجعلها في حالة عصبية تمنعها من الحكم الهادئ” وغيرها.

 

جلست القاضية المصرية رضوى حلمي أحمد على منصة المحكمة الإدارية المصرية للمرة الأولى في تاريخ البلاد في القضاء الإداري، والتي ظل حكراً على الرجال، لا بقوة القانون، لكن بعنفوان العرف وهيمنة ميل مجتمعي جارف تجاه التدين المتشدد منذ سبعينيات القرن الماضي. الاحتفاء الرسمي والنسوي والإعلامي بهذه الخطوة التي طال انتظارها قابلته موجة شجب وتنديد هادرة على أثير منصات التواصل الاجتماعي من قبل مصريين ومصريات اعتبروا تنصيب القاضية “حرباً على الدين” و”تجاهلاً لأحكامه” و”خرقاً للشرع”.

 

ووصل الأمر بالبعض إلى التحذير من أن المجتمع المصري سيصبح مجتمعاً ملعوناً طالما يصر المصريون على تولية نساء أمورهم! القاضية تثير أزمة البعض يرى تنصيب القاضية فتحاً مبيناً، والبعض الآخر يعتبره ذنباً عظيماً، تساؤل أحدهم على “تويتر”: “ماذا ننتظر من قاعدة جماهيرية تعتبر تعيين امرأة في منصب القضاء حرباً على الله والرسول؟” لم يكن استفسارياً بقدر ما هو استنكارياً.

 

تحمل نورهان نفادي شهادة أزهرية، وتشعر بغضب بالغ منذ جرى تنصيب القاضية المصرية، ويتفاقم غضبها كلما زاد الاحتفاء، وجرى تصنيفه بكونه إنجازاً عظيماً في مناسبة اليوم العالمي للمرأة.

 

تتساءل: “أي مرأة؟ وأي يوم عالمي؟ هل نغضب الله ونعادي الدين حتى نكون أهلاً بالعالم العجيب الذي نعيش فيه؟!”.

 

وتضيف: “أوجّه كلامي إلى كل الفرحين بتعيين المرأة قاضية، أود أن أذكركم بأننا درسنا في الفقه أن تولية المرأة لمناصب القضاء لا يجوز، وإن وليت فولايتها باطلة وحكمها لا يؤخذ به في جميع الأحكام”.

 

ولم تكتف بذلك، بل غيّمت وجه القاضية (التي ترتدي الحجاب) حتى لا تسهم في تحميل من يطالع تدوينتها ذنوباً! قائمة “الذنوب” في اليوم العالمي للمرأة طويلة. فقبل أيام قليلة من حلول مارس (آذار) الذي بات يسمى شهر المرأة، نظراً إلى كثرة المناسبات التي تحتفي بها، كان المصريون غارقون في هل ضرب الزوجة حلال أم حرام، وهل هي رخصة يستحب استخدامها أم هي من المكروهات؟ فحين خرج رجل دين على شاشة التلفزيون ينصح امرأة لم يعتد زوجها ضربها فقط، بل طعنها بسكين وربطها في رجل السرير، لينصحها بأن تتحمل وتتذكر الأشياء الجيدة التي يقوم بها الزوج، ثارت حالة غضب بين كثيرين ممن فوجئوا برأي الشيخ. وتحوّل الغضب إلى صدمة، حين أعاد البعض طرح ما قاله شيخ الأزهر، أحمد الطيب، قبل ثلاثة أعوام في برنامج تلفزيوني من أن الدواء الأخير الذي وصفه القرآن الكريم لعلاج نشوز الزوجة هو ضربها شرط عدم كسر العظام والإيذاء.

 

المرأة في الإسلام:-

 

أعطى  الإسلام للمرأة حقوقها بعد أن عانت في الجاهلية (ما قبل الإسلام) من ضياعها والتي من أهمها الحق في الحياة. يتفق علماء الدين المسلمين إلى حد كبير على أنه في بداية الإسلام وتحديدًا في أوائل القرن السادس الميلادي، وسَّع النبي محمد  حقوق المرأة لتشمل حق الميراث والتملك والزواج والنفقة وحقوقًا أخرى. كما نهى النبي محمد عن الإساءة للنساء وأمر بمعاملتهن بالحسنى والرحمة فقال في حجة الوداع : «استوصوا بالنساء خيرًا، فإنهن عندكم عوان لا يملكن لأنفسهن شيئًا، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولي». وفي صحيح الترمذي يقول النبي محمد : (أَكْمَلُ المؤْمِنين إيماناً أحْسَنُهم خُلُقاً، وَخِياركم خيارُكم لِنِسائهم).

 

ويقول النبي محمد  أيضا:(اللَّهُمَّ إِنِّي أُحَرِّجُ حَقَّ الضَّعِيفَيْنِ الْيَتِيمِ وَالْمَرْأَةِ) أي عاملوهما برفق وشفقة، ولا تكلفوهما ما لا يطيقانه، ولا تقصِّروا في حقهما الواجب والمندوب.

 

كما أكد الإسلام على المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة منذ أمد بعيد. إذ جاء في سورة الحجرات: Ra bracket.png يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ Aya-13.png La bracket.png وفي هذه الآية يُبين القرآن أن لا فضل للذكر على الأنثى أو العكس إلا بالتقوى والعمل الصالح. يُذكر أن الإعلان التاريخي الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بالمرأة وحقوق الإنسان والذي ينص على: (يولد جميع الناس أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق) قد أٌقر في 10 نوفمبر 1948، مما يعني أن الإسلام قد سبق بذلك العديد من التشريعات العالمية المعاصرة في موضوع المساواة بين الجنسين بما لا يقل عن 1000 عام.

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock