تحل يوم السبت القادم، مناسبة الظاهرة الفلكية النادرة لتعامد أشعة الشمس على وجه تمثال الملك رمسيس الثاني، وذلك فى حوالى الساعة السادسة و23 دقيقة، فى معبد الملك رمسيس الثانى “المعبد الكبير” بمدينة أبوسمبل السياحية بمحافظة أسوان، داخل قدس الأقداس بالمعبد.
وتحدث ظاهرة تعامد الشمس فى أبوسمبل 22 من شهرى أكتوبر وفبراير من كل عام، ويشير غالبية الأثريين إلى أنها ترتبط بفصلى الزراعة والحصاد عند المصرى القديم، ويوم 22 فبراير هو اليوم الذى يتواكب مع اليوم الأول من فصل الحصاد طبقا للسنة الفلكية المصرية القديمة.
وترتكز الشمس فى هذا اليوم، لمدة ما يقرب من 20 – 25 دقيقة، داخل قدس الأقداس بالمعبد الكبير على تمثال الملك رمسيس الثانى كاملا، وترسم إطارا مستطيلا عليه، وتمثال الإله آمون رع، ثم تتحرك ناحية اليمين تجاه الكتف الأيمن لتمثال الإله رع حور أختي، حتى تختفى على هيئة خط رفيع مواز للساق اليمنى له، وبعد ذلك تنسحب أشعة الشمس إلى الصالة الثانية للمعبد ثم الأولى وتختفى بعد ذلك من داخل المعبد كله.
ويعد معبدا أبوسمبل من أهم المعابد الصخرية فى العالم، حيث نحتهما الملك رمسيس الثانى فى جبلين يطلان على النيل فى القرن ال(13) قبل الميلاد، وكرس أحدهما لنفسه والآخر لزوجته الملكة نفرتاري، وتم بناء المعبد الكبير عام 1275 ق. م واستغرق 19 عاما للانتهاء منه.
وتم اكتشاف معبدى أبوسمبل على يد الرحالة المستشرق السویسرى یوھان لودفیج بوركھارت، فى 22 مارس 1813، وقام بوركھارت بإبلاغ المستكشف الإیطالى جیوفانى بلزونى عن اكتشافه، واستنادا إلى وصف بوركھارت، سافر بلزونى إلى أبو سمبل، وبدأ فى إزالة الرمال التى كانت تغطى المعبدين، ودخل المعبد عام 1817، وفى نفس العام توفى بوركھارت فى القاھرة، ودفن فى مقبرة باب النصر. ويرجع الفضل فى اكتشاف ظاهرة تعامد أشعة الشمس فى أبو سمبل للروائية الإنجليزية إميليا إدوارد عام 1870 وسجلتها فى كتابها “ألف ميل على النيل” وذلك عقب اكتشاف المعبدين، وفى السابق كان التعامد يحدث يومى 21 أكتوبر و21 فبراير من كل عام، ولكن بعد بناء السد العالى ونقل المعبد إلى أعلى التلة المجاورة والمرتفعة حوالى 66 مترا فوق منسوب مياه نهر النيل تأخرت الظاهرة يوما كاملا فى موعدها لتكون يوم 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.