تجدد الصراع بين أرمينيا وآذربيجان في إقليم ناغورني قره باخ المتنازع عليه
كتبت منى توفيق
تجدد الصراع بين أرمينيا وأذربيجان اليوم الأحد في إقليم ناغورني قره باخ المتنازع علية أسفر عن مقتل عسكريين ومدنيين من الطرفين، واتهم كل من الطرفين بدء الأعمال العدائية.
وفي سياق متصل قال رئيس وزراء أرمينيا لا نستبعد أن يتجاوز التصعيد في ناغورني قره باغ حدود المنطقة ويهدد الأمن الدولي، مضيفا أن الحكومة الأرمينية قرارت حالة الحرب والتعبئة في البلاد بعد تعرض ناغورني قره باغ لهجمات جوية وصاروخية في الساعات الأولى من صباح اليوم، وأسفر عن خسائر مادية وبشرية.
وعلى الجانب الآخر شدد الرئيس الأذري إلهام علييف لن نقبل بحل مجتزأ لمشكلة ناغورني ولا بديل من استعادة سيادة ووحدة دولتنا على كل أراضيها وفي جلسة طارئة للبرلمان أذربيجان الذي تبنى قرار يقضي بفرض الأحكام العرفية في عدد من المدن والمناطق على خلفية التوتر مع أرمينيا ومن بين المدن والمناطق المقرر فرض الأحكام العرفية بها العاصمة باكو وينتظر القرار تصديق الرئيس الأذري
وفي ردود فعل دولية دعت وزارة الخارجية الروسية أرمينيا وأذربيجان الى وقف فوري لإطلاق النار وبدء مفاوضات مباشرة لتخفيف التصعيد
والجدير بالذكر أن الصراع على إقليم ناغورني بدأ في القرن العشرين خلال الحقبة السوفيتية إبان حكم جوزيف ستالين، فقد اقدمت السلطة السوفيتية عام “1932” على ضم الأقلية الأرمنية في الإقليم للحدود الآذرية، وتركت الأقلية الأذربيجانية معزولة في إقليم ناخيتشيفان داخل جمهورية أرمينيا، بالإضافة الى منح السلطة السوفيتية الإقليم حكم ذاتي مع تبعيته لأذربيجان الذي نقل بعد ذلك الحكم الذاتي للإقليم إلى أرمينيا بناء على طلب الرئيس الروسي السابق آنذاك ميخائيل جورباتشوف ولم يكتفى بذلك، إذا اعلن المجلس السوفيتي الأرمني عن توحيد الإقليم تحت العلم الأرمني ويتجدد الى الأذهان أن كلا من البلدان كانت جزء من الأراضي السوفيتية ومع انهيار الإتحاد السوفيتي عام 1988 بدأ شرارة النزاع في الإقليم بين البلدين، بالإضافة إلى الصراع العرقي واستقلال انفصاليون( الأرمينيين ) إقليم ناغورني عن أذربيجان ورفضهم الإنضمام إلى أرمينيا عام 1991، لكن أرمينيا زودت مقاتلي الإقليم بالسلاح واستطاعت قواتها التوغل داخل أذربيجان واحتلت الشريط الجغرافي المسمى روق لاجين بالإضافة الى 6 مقاطعات شرق وجنوب مما أدى الى فرار مئات الآلاف من السكان الأذرنين من مساكنهم هربا من توغل القوات الأرمينية
وعلى الرغم من وساطة دولية قبل حوالي 30 عاما لم يتمكن البلدان من التوصل إلى حل النزاع حول ناغورني قره باغ الذي تهدد أذربيجان بإستمرار بإستعادة السيطرة عليها بالقوة
وفي خبر عاجل لشبكة روسيا اليوم تحدث الرئيس الروسي بوتين خلال مكالمة هاتفية الى رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان معربا عن قلق روسيا إزاء تجدد القتال بين طرفي النزاع مطلعا على آخر مستجدات الوضع في الإقليم وطالب بوتين بوقف الأعمال القتالية وفي الصدأ موسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية ولكنها تزويد كلا من الطرفين بالأسلحة بمليارات الدولارات .