الأخبارمقالات

تجارة بشرية غير رابحة

كتبت:أية محسن

نحن عرضة للتلاعب في حياتنا اليومية بشكل شبه مستمر، وهناك من يريدون التحكم بأفكارنا، ومشاعرنا، والتأثير على قراراتنا. ومن خلال ذلك يمكننا الوقوع في الفخ بسهولة دون وعى منا، فعلينا أن نفهم أنه ليس من المهم فقط أن نكون حذرين في ماذا نقول، بل أيضا أن نكون حذرين في كيفية قول مانريد، لذا من المهم أن نعرف كيفية التعرف على التلاعب النفسي وكيفية الإستجابة له.

مفهوم التلاعب النفسي:-

هو نوع من التأثير الاجتماعي الذي يهدف إلى تغيير نظرة أو سلوك الآخرين من خلال تكتيكات مسيئة أو خادعة أو خفية ، وتضع اهتمامات الشخص المتحكم كأولوية وغالبا على حساب الآخرين، ويمكن إعتبار مثل هذه الأساليب استغلالية، أو مسيئة ، أوخادعة إلا أن تأثيرها الاجتماعي ليس سلبيا بالضرورة. كأن يحاول الطبيب إقناع المرضى بتغيير العادات غير الصحية، يمكن اعتبار التأثير الاجتماعي غير مؤذي بشكل عام في حال إحترامه لحق الشخص المؤثر عليه في القبول أو الرفض بغير الأساليب التعسفية التي لا داعي لها، في المقابل قد يشكل التأثير الاجتماعي تلاعبا تحكميا خفيا وذلك بناء على سياقه ودوافعه.

يحدد معظم أخصائي الصحية النفسية اضطرابات الشخصية في عشرة أنواع رئيسية لكل منها نمطه وأعراضه والسلوكيات الانفعالية الخاصة به. و يرون أن هناك الكثير من السمات الشخصية والاعراض الأساسية المشتركة بين معظم اضطرابات الشخصية . و يعد التلاعب التحكمي النفسي من أبرز هذه الاعراض والسمات للحصول على احتياجاتنا الشخصية والاجتماعية والعاطفية اليومية، يلجأ الشخص السليم لمجموعة متنوعة من الاستراتيجيات منها القيام بالعمل شخصيا، أو الطلب بأدب من شخص ما بأن يقوم به، أو عقد الصفقات، أو التعامل بصدق وأمانه …

لكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية، فإنه بالرغم من توفر العديد من الطرق والاستراتيجيات الاجتماعية المباشرة، إلا أن الأساليب غير المباشرة – والتلاعب تحديدا – تبقى هي الأساليب المفضلة لديهم للحصول على احتياجاتهم ورغباتهم.

قد يمارس الشخص المضطرب الشخصية التلاعب التحكمي بشكل واعي ومتعمد على من حوله . لكن تركيزه في الغالب لن يكون على الشخص المتحكم به بقدر ما هو على اعماق نفسه. في الكثير من الحالات ، يكون التلاعب التحكمي في الاخرين محاولة الشخص المضطرب نفسيا لتهدئة مشاعر ومخاوف داخلية بإنشاء نقطة تركيز في طرف الآخر. تماما مثلما يتلاعب محرك العرائس بالعرائس تطلعا لاستجابة الجمهور.

وهذا يفسر سبب عدم فعالية المناداة بالإنصاف ومنطقية الحجج مع المصابين باضطرابات الشخصية ليتصرفوا بشكل اكثر عدلا ومحبة. بالنسبة لهم ، فإن الأسبقية لمشاعرهم الخاصة، في حين قد تبدو مشاعر واحتياجات الاخرين صغيرة وتافهة. وهذا قد يؤدي الى خلل اخلاقي ظرفي في عقلية الشخص المضطرب الشخصية. بحيث تصبح الغاية ( حل المشاعر الداخلية) تبرر الوسيلة ( التلاعب، أو التحكم، أو ايذاء شخص مقرب).

ومن أبرز أعراضه هى:-

 

*التصرف باهتياج أو عنف أو بطريقة استفزازية من اجل إثارة ردة فعل غاضبة.. طريقة معرف باسم “الطعم”.

“* تمثيل دور الضحية لاثارة استجابة متعاطفة ، معروف ايضا باسم “التجني الذاتي” .

*افعال صريحة فيها ايذاء للنفس بهدف خلق أزمة مع الأهل والمقربين .

*الخيانة العلنية أو المغازلة لأثارة غيرة الاخرين.

*الانسحاب أو التجنب، أو المعاملة الصامتة لهدف دفع الطرف الاخر الى المطاردة رغبة في التقرب .

*تأليب شخصين آخرين ضد بعضها البعض من أجل خلق صراع بين الآخرين. طريقة معروفة باسم “توظيف وكيل” حيث يتم فيها استغلال شخص آخر.

* التحكم في الشخص المراد التحكم فيه.

*ضبابية في الآراء والإجابات وتجنب المواجهة واستخدام أشخاص آخرين لإيصال الرسالة أو الفكرة المراد إيصالها.

*وعود لا يتم الايفاء والالزام بها مع توقع الالتزام من قبل الاخرين.

*الهيجان بهدف الحفاظ على جو من الصراع لدفع شخص ما لإبداء المزيد من الاهتمام.

*المراوغة والتحايل لإقناع شخص انسحب من العلاقة نتيجة التلاعب والتحكم به لكي يعود للعلاقة من جديد.

كيف تعرف أنك وقعت فريسة له؟

 

تعرف أنك وقعت فريسة للابتزاز العاطفي حين يستخدم شخص قريب منك الخوف والإلزام والشعور بالذنب لديك للتلاعب بك أو السيطرة عليك أو تحقيق احتياجاته المادية أو المعنوية من خلالك، فلا يبتزك عاطفيا إلا شخص قريب منك جدًا، شخص يعرف الكثير عن تفاصيل حياتك، ويدرك نقاط ضعفك الذاتية ونقاط ضعفك تجاهه، يعرف أنك لاتحتمل إيذاءه، وأنك تشعر بالذنب تجاهه، وبالتالي يجعلك في وضع المضطر والمجبر رغم أنفك أن تحقق له ما يريد، وهو شخص كثير الشكوى والتذمر، يظهر ضعفه ليستدر عطفك، ويضعك تحت ضغط الشعور بالذنب والتقصير تجاهه، فإذا ضعفت أو استسلمت قام هو باستغلال ذلك لتحقيق مراداته. قد يبدي خضوعا أو وداعة أو استسلاما أو ضعفا في بعض مراحل العلاقة حتى تقع تحت قبضته فيمارس التسول العاطفي ولكن بطريقة ملتوية.

ويحدث خلاله استخدام منظومة من التهديدات وأنواع مختلفة من العقاب يوقعها شخص ما على آخر قريب منه في محاولة للسيطرة على سلوكه”

ويتضمن الابتزاز العاطفي عادة.. شخصين تجمع بينهما علاقة شخصية قوية، أو علاقة حميمية (الأم والابنة، والزوج والزوجة، والشقيقتين، الأصدقاء المقربين، العاشقين). وعند التعرض للابتزاز العاطفي “يصبح الشخص رهينة عاطفية للآخر”. فالأمر يحدث هكذا: “إذا لم تفعل لي كذا، فأنت المسؤول عن ما يحدث لي”. وهو موجود في النساء والرجال والأطفال، ولكن يغلب وجوده في النساء والأطفال والمراهقين، حيث أنه يمثل نوع من الضغط الناعم.

حين تتعامل مع شخص يشعرك دائما بالذنب والتقصير في حقه ويجعلك تشعر أنك مذنب أو متهم وتحتاج دائما للدفاع عن نفسك أو تبرير سلوكك تجاهه فأنت تتعرض لنوع من الابتزاز العاطفي. والشخص الذي يمارس الابتزاز العاطفي يشعر بعدم الأمان ويخشى الهجر أو الحرمان العاطفي ممن حوله ولذلك يضعهم أو يضع أحدهم تحت ضغط الإحساس بالذنب والتقصير تجاهه لكي يتأكد من استمرار تقبلهم له أو رعايتهم إياه أو اهتمامهم به.

نماذج الإبتزاز العاطفي:

 

من أقوال المبتزين عاطفيا….

“إنت اتغيرت كتير .. انت ماعنتش بتحبني زي زمان”، “بعد كل اللي عملته علشانك.. مش حاسس بي وبتتصرف بأنانية”، “أنا ضحيت بكل حاجة حلوة في حياتي .. وانتوا ماقدرتونيش”، “ماحدش فيكم فاهمني ولا حاسس بيا”، “أنا ماليش حد في الدنيا دي”، “انت عمرك ما وقفت جنبي وقت ما كنت باحتاجك”، “انت أناني ومابتفكرش غير في نفسك”، “انتوا كلكم بتكرهوني”، “أنا ماساويش عندكم أي حاجة”، ” أنا مش عايز منكم أي حاجة”، “الغريب أحن عليا منكم”، ” دا اللي عندو كلب ولا قطة بيعاملها بحنيه ورحمه”، “لو كنت بتحبني ماكنتش تسيب أهلك يعملوا فيا كده”، لو كنتوا بتحبوني كنتم جبتوا لي الموبايل اللي انا عايزه”، “ما هو أنا ابن البطة السودا”، “يارب أموت علشان ترتاحوا مني”، “انتوا مابتحبونيش””مفيش حد مهتم بيا”.

ولا يتوقف الابتزاز العاطفي عند الكلمات بل هناك أفعال تكمله مثل محاولات الإنتحار المعلنة، والهروب من البيت، وإيذاء الذات بأي شكل، والتوقف عن تناول الطعام أو الشراب، ورفض تناول الدواء، وإهمال الشخص لنفسه، ورفض المصروف، ورفض الذهاب للتنزهات والفسح، والتمارض بكل أنواعه. وكثير من إعلانات الجمعيات الخيرية والمستشفيات المجانية تمارس هذا النوع من اللعب على مشاعر الناس حيث يعرضون صورا لأطفال مرضى أو كبار سن عاجزين أو مرضى مزمنين لاستدرار عطف الناس ودفعهم للتبرعات السخية. والمتسولون في الشوارع يبتزون الناس عاطفيا حين يقفون لهم أمام المطاعم الفخمة والمحلات الراقية يسألونهم مالا أو يشيرون بأيديهم إلى أفواههم إشارة إلى حاجتهم للطعام، فيضغطون على مشاعر الناس الذين أنفقوا لتوهم أموالا في المطعم أو المحل.

تأثير الإبتزاز العاطفي على العلاقات بين الناس…

يحدث الابتزاز في العلاقات القريبة بين البشر، ولكن هذه العلاقات تتأثر سلبا بالابتزاز، وقد تنتهي تلك العلاقات اذا ما انتهت المصلحة المادية أو المعنوية منها، إضافة الى أن الابتزاز العاطفي يخلق لدى الآخر شعورا بالذنب على خطأ لم يرتكبه فلا يكون سعيدا أو مرتاحا ويمكن أن يتأثر نفسيا بسبب الضغط الكبير عليه، وكثير من العلاقات انتهت بسبب هذا الابتزاز العاطفي حين يكتشف الضحية أنه تعرض لخداع كبير باسم الحب أو الصداقة أو القرابة أو الشفقة. اظهار أخبار متعلقة.

 

ما هى طبيعة المبتزين عاطفيا؟

يستخدم المبتز العاطفي الخوف، والالتزام والشعور بالذنب في علاقاته، متأكدًا من أن الضحية تشعر بالخوف من إغضابه، والالتزام تجاهه بتوفير كل ما يلزمه، والشعور بالذنب إن لم يفعل. وابتكرت فوروارد وفريزر الاختصار FOG ويعني “ضبابًا” ويشير إلى الخوف Fear والالتزام Obligation والشعور بالذنب Guilt والذي دائمًا ما ينتج عن التعرض للابتزاز العاطفي في علاقة بشخص يعاني من اضطراب الشخصية.

وتكمن حالة الشعور بالوحدة والشعور بعدم الأمان والخوف من الهجر خلف سلوك الابتزاز العاطفي، وهذا يدفع المبتز عاطفيا إلى استنزاف من يبتزه أو يبتزهم وجدانيا بشكاواه المتكررة والمستمرة وبتحميلهم مسؤولية معاناته

علامات تثبت أن من أمامك يمارس فن التلاعب النفسى عليك….

 

-التلاعب بالأحداث

يجب أن تعلم أنَّ الشخص الذي يمارس التلاعب النفسي في الكلام هو في الحقيقة متخصص في تزييف الحقائق، حيثُ أنَّه يحاول في كثير من الأحيان تغيير مجرى الأحداث والوقائع بطريقة كلامية تضمن ألَّا مسؤولية له في الأمر، بل قد يسير بتدرج لمحاولة إقناعك أنَّك المسؤول الأساسي عنه، وأنَّ فعلك أو نظرتك الخاصة أو غيرهما السببُ في وصول الأمور إلى ما هي عليه الآن.

إن استشعرت الشخص أمامك يفعل ذلك، فابدأ بطرح الكثير من الأسئلة، والتي يفضل أن تكون أسئلةً مغلقةً (إجابتها بنعم أو لا) أو أسئلة ذات أجوبة مقتضبة حتى لا تفتح المجال له للحديث طويلًا، وابحث دائمًا عن تفاصيل أكثر في الأحداث، ومن أكثر من مصدر.

-“أصبح من الصعب الحديث معك!”

من العبارات التي يستخدمها المتلاعبون أن يخبروك مثلًا: “مؤخرًا، أصبح من الصعب الحديث معك!”، “أصبحت حساسًا للغاية!”، “لا تأخذ الأمور على قلبك… !”، وغيرها من الجمل المباشرة وذات التأثير القوي، حيثُ أنَّها من جهة تلقي اللوم عليك وتقلب الطاولة لصالح الطرف الآخر، ومن جهة أُخرى تضع حدًّا لأيِّ نقاش بينكما وتخرج الحوار عن مساره الأصلي، حيثُ تصبح أنت محور الحديث وليس الموضوع الذي يفترض أنَّه بينكما.

-المضايقة الفكرية

هي استراتيجية أساسية وشائعة يعتمدها المناور النفسي لإقناعك بفكرة أو بأمرٍ ما، وهي استخدام الكثير من الحجج والمعلومات والأفكار والدراسات والأرقام (التي يمكن ألّا يكون لها أيّ أساس من الصحة، كأن يقول هناك دراسات أثبتت أنَّ… سمعت أنَّ وزير الدولة كذا قال… ) … والكثير من الحشو الكلامي الزائد لإقناعك بأمر ما باعتماد الإرهاق والإفراط المعلوماتي، حيث أنّك وبطريقة تلقائية ستجد نفسك تقتنع بكلامه نظرًا للقاعدة الضخمة التي وضعها لنفسه، والتي ستجعلك تشعر للحظة أنَّك ضئيل مقارنة بكلِّ ما قال، فكيف لم تنتبه أنت للأمر مع كلِّ هذه الشواهد والأدلة؟!

-تقديم الإنذارات وضيق الوقت

لا خيار أمامك، سأمهلك وقتًا لتفكر في الأمر إلى الغد، بعدها لن أستطيع فعل شيء لك”. إنَّ طريقة تقديم إنذار مع الضغط على الشخص من خلال إلزامه بوقت ضيق للتفكير أو اتخاذ قرار هو من الأمور المستخدمة من طرف المتلاعبين النفسيين في الحديث، خاصةً في مجال الأعمال والتسويق، حيثُ أنَّ اللعب على الأوتار النفسية سيجعل الشخص يوافق في كثير من الأحيان دونما أيّ تفكير معقلن في الأمر، ما دام الوقت ليس في صالحه والفرصة “يتضح” أنَّها لن تتكرر أو تستمر. إن أخبرك الشخص أمامك بالأمر فلا تثق به أبدًا، فأُسلوب الإنذار والتحذير مرفوض تمامًا في أخلاقيات التواصل، كما أنَّه لا يفكر طبعًا في مصلحتك أو فائدتك ما دام ألزمك بمهلة قصيرة لاتخاذ قرارك في موضوع الحوار بينكما. أعد التفكير مليًّا وزِن الأمور جيدًا، واحذر… احذر كثيرًا!

-تكرار إسمك

إنَّ تكرار الاسم بصورة مستمرة ومبالغ فيها ما هو إلَّا حيلة ذكية منه تستخدم في “السيطرة الفكرية” غالبًا في حالات التوبيخ أو توجيه اللوم… حيثُ أنَّ فعل ذلك سيساعد الطرف الآخر في إثارة انتباهك والحفاظ عليه بشكلٍ يضمن له استماعك لجميع ما يقوله أو يوجهه لك من كلام. هي حيلةٌ إذًا يجب أن تحذر منها، ويجب أن تكتشفها وتعلم السبب من استخدامها بطريقة سريعة حتى تتجنب تأثيرها عليك. أيضًا، هناك من له عادة تكرار الاسم في حديثها دونما أيّ نية سيئة، فلا تخلط الأمور وكن واعيًّا بمن أمامك وبأهدافه الخفية

-السخريه والفكاهة السوداء

إنَّ السخرية منك أو الضحك على ما تقوله أو غيرها من الأساليب السيئة التي يستخدمها الطرف الآخر في حديثه معك هي من أهمِّ طُرُق التلاعب التي يجب أن تحذر منها، حيثُ أنَّ السبب الرئيسي من استخدامها هو إشعارك بالدونية والتنقيص من مكانتك مقابل التضخيم من مكانته. الأمر الذي يثقل كفتة في التواصل ويجعله مديرًا للنقاش.

-“لا أفهم ما تقول”

إن قال الشخص أمامك هذه الجملة فلا تعرها أيّ اهتمام، بل أعد صياغة ما قلت ببساطة أو عن طريق توجيه الأسئلة لمن أمامك. هكذا، ستتمكن من إقحامه سواءً شاء أم أبى في الموضوع، ويلزم بطريقة مباشرة في المشاركة وتحمل جزء من مسؤولية ما يقول

-التحدث أولا

في هذه الحالة، وفي حال تفرغك من الحديث، ستلاحظ أنَّ المناور لن يطرح وجهة نظره بل سينقد ما قلت أو سيوجه لك أسئلة ستحصرك في زاوية قد لا تحبذها من الحديث. إن أنت بدأت الحديث أولًا، فلا تتحدث طويلًا بل تكلم باقتضاب ومرر الكرة لمن أمامك، هكذا لن تعطي له فرصةً أكبر لقراءتك وتحضير ما سيقول.

كيفية علاج الإبتزاز العاطفي؟

هل العلاج هنا يكون لمن يمارس الإبتزاز..فقط..أم لضحية الإبتزاز؟

*الحقيقة يحتاج الإثنان للعلاج، فمن يمارس الابتزاز تعلم منذ طفولته أنه يحصل على ما يريده بهذه الطرق الملتوية غير الناضجة، وتعود أن المحيطين به لا يحبونه إلا بشروط ومن خلال استراتيجيات معقدة، وبثمن أو مقابل، وقد تعزز لديه هذا السلوك في كل مرة كان يمارس فيها الابتزاز ويحصل على فائدة، ولذلك يحتاج لتبصيره بما يحدث ووقف تعزيز سلوك الابتزاز بعد الاستجابة له، وهذا لا يعني إهمال الشخص أو نبذه، ولكن إعطاء المشاعر بشكل راشد وناضج وليس تحت تأثير الابتزاز، ومراعاة احتياجه للأمان والحب غير المشروط. وينبغي على الأشخاص أن يميزوا بين من يستغلهم عاطفيا وبين من يتعامل معهم بتوازن ليتجنبوا بذلك التعرض لخيبات أمل عاطفية لأن المبتزين في الغالب لا تعنيهم الا المصالح. والابتزاز العاطفي يعبر عن حالة نفسية غير سوية، لأن المبتزين يتكئون على الاحتيال لتحقيق أغراضهم، وهو تصرف يتم عن وعي لذا ينبغي أن يواجه بالحزم لكي يكف هؤلاء الاشخاص عن سلوكهم الانتهازي غير السوي.

 

الوسوم

شاهد أيضاً

إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock