خلقنا ونحن نعلم أنه على المرء دائماً أن يستفتي قلبه قبل الإقدام على أي أمر مجهول كان أو معلوم فكل منا رقيب على نفسه
ولهذا فقد خلق لنا الله أمانة اسمها الضمير وضميرنا هو ذلك الوازع الذي يؤرقنا إذا أخطأنا ويساعدنا على التفكير دائماً في جعل الأمور تمشي بنصابها السليم .
إن الإنسان عندما يشعر بالتأنيب والندم نتيجة ارتكابه أي خطأ يحاول تجاهل هذه المشاعر ولكنها تظل تلاحقه وتشعره بالقلق فهناك الذي يجعل من عمله وسيلة للكسب غير المشروع وآخر يمارس السرقة. كلاهما لا يشعران بالسعادة مهما أظهراها تصنعاً وكذلك الحال بالنسبة للذي ينساق وراء غرائزه الحيوانية ومع ذلك فإن موقفاً ما من المواقف التي يواجهها الإنسان قد يحدث في ظرف معين؛ انقلاباً وتحولاً جذرياً في أعماق الإنسان وفي سلوكه وحياته وعلاقاته وقد يحدث ذلك فجأة وإذا ما تتبعنا السبب الحقيقي فسنكتشف أنه نداء الضمير.
و الضمير ليس متماثلاً عند كل الناس فهو يختلف من شخص لآخر, واختلافه هذا يرجع إلى ظروف النشأة والتربية, وإلى التحصيل العلمي والثقافي وإلى البيئة الاجتماعية, وقبل ذلك إلى الوازع الديني, فكل ذلك يكون له تأثير كبير على الضمير من حيث قوته وضعفه بل أنه يختلف عند الشخص نفسه من فترة لأخرى إذ قد يقوى أو يضعف وفقاً للظروف الجديدة.
إن الحاجة ضرورية وماسة إلى تحكيم الضمائر وإلى الالتزام بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والاعتداد بالعادات وبالقيم والعادات والتقاليد الإيجابية فلدينا في العقيدة الإسلامية وفي القيم والتقاليد والأصالة العربية ما هو كفيل بإيقاظ الضمير إلى أقصى درجات اليقظة لكي نثبت أننا قادرون على صنع مستقبلنا الحضاري بالمحبة والإخوة والعمل بعيداً عن كل نوازع الشر وفي تراثنا وتاريخنا العربي الإسلامي من القدوة الصالحة ما يدفعنا ويحثنا على ارتياد طريق الخير والمحبة