كتبت: سهيلة هاني
مع اختلاف فصول السنة وتنوع المحاصيل الزراعية وازدياد طلب الناس على بعض أنواع الثمار في غير أوانها، ظهر ما يسمى “بالصوبة الزجاجية” أو “البيوت المحمية”، وتعمل هذه البيوت على تهيئة المناخ اللازم للحصول على محاصيل في غير أوقاتها، وذلك عن طريق التحكم في درجة حرارة الشمس وأيضا تقوم بحماية المحاصيل من الآفات الزراعية للحصول على أفضل جودة للمحصول.
وتُصنع تلك الصوبات من البلاستيك أو الزجاج، وذلك على حسب تكلفة وعيوب ومميزات كل نوع، وأيضا تتنوع الأشكال الهندسية لتلك البيوت مثل: شكل القبة القروية، والنصف الدائري أو المحور، النصف الأسطواني وغيرها، ويتم اختيار الشكل المناسب على حسب مساحة كل أرض ونوع كل تربة وشدة الإضاءة خارج الصوبة.
وفي بداية ظهور الصوبات لم يكن الناس يأخذونها على محمل الثقة، ولكن مع مرور الوقت زاد اهتمام الناس بها والمزارعين خصوصا، وانتشرت الصوبات بشكل واسع في مصر حتى وصلت إلى ” القُرى الريفية“.
وأخبرنا “السيد سعيد” صاحب إحدى الصوبات الزراعية بقرية كفر الولجا محافظة القليوبية، عند سؤاله عن تفضيله لاستخدام الصوبة عن الأراضي الزراعية ، أن جودة المحاصيل تكون أفضل والكمية تكون أكبر، وذلك بسبب الغطاء الشاشي الذي يعمل على حماية المحصول من الآفات ، وحسن توزيع البذور داخل “الصواني أو القوالب” واختيار النوع المناسب لكل محصول، وقال أيضا : أنه يمكن استخدام هذه القوالب أكثر من مرة ولعدة سنوات.
ولتفضيل الشاش والبلاستيك عن الزجاج قال: أنه برغم من متانة الزجاج إلا أنه يقوم بكتم الصوبة ولا يسمح بالتهوية داخلها بشكل جيد وهذا يؤثر على جودة المحصول بشكل عام، ولحماية التربة في فصل الشتاء يتم وضع طبقة من البلاستيك فوق طبقة الشاش وبذلك يكون المزارع قد ضمن تهوية جيدة وحماية أفضل للمحاصيل.
ويتم الري بداخلها بشكل يومي وبمعيار منتظم حتى لا يدبُل المحصول أو يفسد، وبعض الناس يقومون بشراء تلك الشتلات بعد زراعتها للاستخدام الشخصي أو أخذها بكميات كبيرة وبيعها في الأسواق بسعر أعلى، وهذا بذاته يدل على إقبال الناس على هذه المحاصيل ونجاح هذا المشروع.
وهنا يجب أن نذكر المشروع القومي للصوب الزراعية الذي افتتحه الرئيس “عبد الفتاح السيسي” العام الماضي، وكان يهدف من خلاله إنشاء مجتمعات زراعية تنموية متكاملة، وإنتاج منتجات زراعية ذات جودة عالية بجانب تعظيم الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه بالمناطق المستهدفة.
