المصدر/ أ.ش.أ
عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس الأنجولي جواو لورينسو، اليوم، الأربعاء، بمقر القصر الجمهوري بالعاصمة الأنجولية لواندا، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، وذلك في إطار الزيارة الحالية للرئيس السيسي إلى جمهورية أنجولا، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم استعراض حرس الشرف.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي بأن الرئيس الأنجولي رحب بزيارة الرئيس السيسي إلى أنجولا في إطار جولته الإفريقية، معرباً عن اعتزاز أنجولا بأول زيارة لرئيس مصري، ومثمناً الدور الفاعل للرئيس السيسي في معالجة القضايا الإفريقية، لاسيما في إطار جهود دفع عجلة التنمية بالقارة وصون السلم والأمن بها.
وأكد الرئيس الأنجولي تطلع بلاده إلى العمل مع مصر على مواجهة التحديات العديدة التي تواجهها القارة، والتي تتطلب تضافر الجهود الإفريقية لمواجهتها من خلال تفعيل آليات العمل الإفريقي المشترك، خاصةً على صعيد الاتحاد الإفريقي.
وأشار الرئيس الأنجولي إلى عمق العلاقات التاريخية والممتدة بين البلدين الشقيقين على شتى الأصعدة، رسمياً وشعبياً، مؤكداً ضرورة العمل في هذا الصدد على تطوير مختلف أطر التعاون المشترك، لاسيما النواحي الاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الاستفادة من الإمكانات المصرية وخبراتها العريضة وتجاربها الناجحة في العديد من المجالات، ومنها تنمية البنية التحتية، وتشييد المدن الجديدة، والتصنيع الدوائي، وإنشاء مشروعات الكبارى والطرق، والسياحة.
وأوضح المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسى أعرب، خلال المباحثات، عن سعادته بزيارة أنجولا للمرة الأولى، مؤكداً الأهمية التي توليها مصر إلى تعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الأنجولي، والرئيس لورينسو، فيما يتعلق بسبل تعزيز آليات العمل الأفريقي المشترك، سواء المؤسسية أو السياسية أو التنموية، بما يساهم في تحقيق النمو والاستقرار الذي تصبو إليه الدول الإفريقية.
كما أعرب الرئيس السيسي عن اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية التي تربطها بأنجولا في أبعادها المختلفة، خاصة ما يتعلق بدور مصر في دعم جهود التنمية في أنجولا عبر تقديم برامج الدعم الفني وبناء القدرات لإعداد الكوادر الأنجولية، مشيداً على وجه الخصوص بوتيرة النمو الاقتصادي التي تشهدها أنجولا كأحد النماذج الناجحة في القارة الإفريقية.. ونوه إلى اهتمام مصر بزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، وتعزيز دور قطاع الأعمال المصري في السوق الأنجولية في مختلف المجالات خلال الفترة المقبلة.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت كذلك إلى عدد من الملفات والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها مجمل تطورات بؤر النزاعات المختلفة بالقارة، خاصة السودان، وكذلك سبل تضافر الجهود بين البلدين لمكافحة ظاهرة الإرهاب والفكر المتطرف في القارة الإفريقية، خاصة من خلال تعزيز التعاون الأمني بين الأجهزة المعنية بالبلدين، وبالتنسيق مع الجهود القارية ذات الصلة، وذلك لمواجهة تلك الآفة العابرة للحدود. كما تناولت المباحثات قضية سد النهضة الإثيوبي، حيث تم تأكيد أهمية التوصل لاتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل السد اتساقا مع قواعد القانون الدولي، وبما يراعي شواغل الأطراف المعنية.
وقد شهد الرئيسان، في ختام المباحثات، التوقيع على مذكرتي تفاهم للتعاون في مجالي التعاون الأمني، والاستفادة من المياه الجوفية؛ وأعقب ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.
كان وصل الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح الأربعاء 7-6-2023، إلى العاصمة الأنجولية لواندا كأول رئيس مصري يزور أنجولا، وذلك في مستهل جولة تشمل أيضاً زامبيا وموزمبيق.
تتميز العلاقات السياسية التاريخية بين البلدين بالثبات و الاستقرار، حيث لم تشهد أية توترات في أي مرحلة من مراحلها المختلفة منذ استقلال أنجولا، و يرجع تاريخ هذه العلاقات لعام 1965 حيث تم فتح أول مكتب إقليمي لحزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا ( MPLA ) بالقاهرة برئاسة السيد باولو جورج وزير الخارجية الأسبق و ذلك لدعم حركات التحرر الأنجولية ضد الإستعمار البرتغالي .