بقلم / د.جيهان رفاعى
هناك أشياء تبدو في أعيننا بسيطة متواضعة القيمة … لكن تأملها بعين الحكمة يكشف لنا عن كنوز صحية نهملها ونحن نمضي في طريقنا نحو المدنية المعاصرة … مثقلين بالشحوم ومكتظين بالسكر وملبكين معويا ومعنويا … ومن تلك الكنوز التي أغفلها بصر الإنسان ولم تغفلها بصيرة النبوة … كنز التلبينة !!
والتلبينة هي حساء يحضر من ملعقتين من دقيق الشعير بنخالته ثم يضاف لهما كوب من الماء ، وتطهى على نار هادئة لمدة 5 دقائق ، ثم يضاف كوب لبن وملعقة عسل نحل ، وهي سنة نبوية حيث أوصى النبي علية الصلاة والسلام بالتداوي والإستطباب بالتلبينة قائلا: “التلبينة مجمة لفؤاد المريض تذهب ببعض الحزن” ،
وقد سميت تلبينة تشبيها لها باللبن في بياضها ورقتها ، وقد أوصت التقارير العلمية الحديثة بالعودة إلى تناول الشعير كغذاء يومي لما له من أهمية بالغة للحفاظ على الصحة والتمتع بالعافية ، حيث أنها تقلل مستوى الكوليسترول الضار في الدم من خلال إتحاد الألياف المنحلة الموجودة في الشعير مع الكوليسترول الزائد في الأطعمة فتساعد على خفض نسبته في الدم ،
كما تحتوي حبوب الشعير على مركبات كيميائية تعمل على رفع القدرة المناعية للجسم ، وأيضا تحتوي حبوب الشعير على مشابهات فيتامينات هـ التي لها القدرة على تثبيط إنزيمات التخليق الحيوي للكولسترول … كما يسهم العلاج بالتلبينة في الوقاية من أمراض القلب والدورة الدموية حيث تحمي الشرايين من التصلب خاصة شرايين القلب التاجية ، فتقي من التعرض لآلام الذبحـة الصدرية وإحتشاء عضلة القلب ،
لذلك تساهم التلبينة بما تحمله من خيرات صحية فائقة الأهمية في الإقلال من تفاقم الحالات المرضية … ومن الجدير بالذكر أن حبة الشعير تحتوي على مواد تلعب دورًا في التخفيف من حدة الإكتئاب كالبوتاسيوم والماغنسيوم ومضادات الأكسدة وغيرها … ومن جهة أخرى تمتاز حبة الشعير بوجود مضادات الأكسدة مثل (فيتامين E ،A ) ،
التي تلعب دورا في حماية الجسم من الشوارد الحرة التي تدمر الأغشية الخلوية ، وتدمر الحمض النووي DNA والمتسببة في حدوث أنواع معينة من السرطان وأمراض القلب والشيخوخة … وقد حبا الله الشعير بوفرة الميلاتونين الطبيعي غير الضار ، وهو هرمون يفرز من الغدة الصنوبرية الموجودة في المخ خلف العينين ، ومع تقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الميلاتونين ،
وترجع أهميته إلى قدرته على الوقاية من مرض الشلل الرعاش عند كبار السن ، ويزيد الميلاتونين من مناعة الجسم وتأخير ظهور أعراض الشيخوخة وله أيضا دور مهم في تنظيم النوم والإستيقاظ … أما بالنسبة لعلاج إرتفاع السكر والضغط فنلاحظ أن الألياف المنحلة (القابلة للذوبان) في الشعير تحتوي على صموغ “بكتينات” تذوب مع الماء لتكون هلامات لزجة تبطئ من عمليتي هضم وإمتصاص المواد الغذائية في الأطعمة ؛
فتنظم إنسياب هذه المواد في الدم وخاصة السكريات مما ينظم إنسياب السكر في الدم ومنع إرتفاعه المفاجئ عن طريق الغذاء … ومن الفوائد الأخرى للتلبينة أنه ملين ومهدئ للقولون حيث تزيد من كتلة الفضلات مع الحفاظ على ليونتها مما يسهل ويسرع حركة هذه الكتلة عبر القولون … وقد أظهرت نتائج البحوث أهمية الشعير في تقليل الإصابة بسرطان القولون
حيث إستقر الرأي على أنه كلما قل بقاء المواد المسرطنة الموجودة ضمن الفضلات في الأمعاء قلت إحتمالات الإصابة بالأورام السرطانية ، ويدعم هذا التأثير عمليات تخمير بكتيريا القولون للألياف المنحلة ووجود مضادات الأكسدة بوفرة في حبوب الشعير … كذلك فإن الشعير له خاصية إدرار البول .
ومجمل القول أن العودة إلى الطبيعة والطب النبوي ومحاولة التقليل من العلاج الدوائي بقدر الإمكان طريقنا للعودة إلى الحياة الصحية السليمة وتجنب الأضرار الناجمة عن ذلك بالإضافة إلى محبة الله والإلتزام بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
مرتبط
التالي
17 سبتمبر، 2024
قيادات جامعة القاهرة تتفقد اليوم الأول للكشف الطبي على الطلاب الجدد بمستشفى الطلبة
17 سبتمبر، 2024
رئيس شعبة المستلزمات الطبية: أكبر شركة عالمية في الباركود الطبي تدخل السوق المصرية وندرس التعاون معها
17 سبتمبر، 2024
خلال فعاليات المنتدى العالمي للمستشفيات (IHF 2024) .. رئيس هيئة الرعاية الصحية يتسلم شهادة ودرع الاعتماد الدولي JCI للمجمع الطبي بالإسماعيلية
17 سبتمبر، 2024
من بينها التشخيص عن بُعد والروبوت الجراحي.. وزير الصحة والسكان يلتقي ممثلي شركتين لبحث تعزيز استخدام التكنولوجيا بالقطاع الصحي
17 سبتمبر، 2024
الدكتور انور حلمى: الروبوت الجراحي لم يصبح رفاهية بل ضرورة فرضها التقدم العلمي
10 سبتمبر، 2024
مدبولي يتابع الموقف التنفيذي والمالي لخدمات الهيئة العامة للرعاية الصحية
16 أغسطس، 2024
الدكتور أنور حلمى: هذه أبرز مميزات الجراحة الروبوتية فى العمليات الجراحية
7 أغسطس، 2024
محافظ القليوبية يتفقد العيادة المتنقلة التي توفرها مؤسسة راعي مصر لتقديم الكشف والعلاج للمواطنين بأسعار رمزية
24 مايو، 2024
25 مايو الاحتفال بيوم إفريقيا.. بقلم دكتوره نرمين توكل الليثي
11 مايو، 2024
مستشفى النيل للتأمين الصحي بالقليوبية تشارك في المبادرة الرئاسية “كل ثانية حياة” لعلاج مرضى الجلطات والقسطرة
زر الذهاب إلى الأعلى