الدكتور محمد سعيد يكتب.. فطرة سليمة أفضل من عقل مريض
تربى ابن نوح في بيت أكبر داعية ولكن بالرغم من هذا لم يتبع أبيه وكانت العاقبة الغرق وأنه ليس من أهل نوح عليه السلام وهنا يجب ان نلاحظ ان الاب لم يتراجع عن قراره ألا وهو التمسك بالحق وبما أمره الله به بالرغم من قمة عاطفة الابوة الكائنة بين الاب وابنه في وقت هو من أشد الأوقات قسوة على الأب ألا وهو غرق الابن ومعرفة المصير المحتوم له، وفي المقابل زوجة نوح عليه السلام وقد بدأ بدعوتها ودعوة أهل بيته، لكنها لم تؤمن به ولم تؤمن برسالته وبقيت مع الفئة الضالة الكافرة، فما اريد الاشارة اليه ان زوجة وابن كانوا من الهالكين لزوج، بل واب يدعوهم للصلاح والهداية ولم يستجيبا له وهنا كان القرار له هو الاتجاه لما أمر الله به وتركهم بلا ادنى تردد وهنا ولنا في هذه القصة عظة وعبرة لادارة حياتنا وأن من أفلت الطريق السليم وسعى لدمار كيان الأسرة فجزاؤه الهلاك والضياع لا محالة .قال تعالى (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ امْرَأَة نُوحٍ وَامْرَأَة لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلاَ النَّارَ مَعَ الدَاخلين).
وكذلك هاجرت الأزواج ودس السم في الأبناء تجاه آبائهم من ضحوا لأجلهم وسهروا الليالي لعمل كيان واسرة وأخيرا تسعى الهاجرات بهد المبنى دون ادنى اكتراث لكم التعب والمجهود الذي قام به هذا الأب المسكين غير مهتمة لكم النصائح بأن تبقى بجانبه لاستمرار هذه العلاقة المقدسة،هنا فقط بقى نوح وهلكت زوجته وابنه لخروجهم عن الطاعة وكفى هذا عدلا من الله عز وجل.
وفي المقابل كانت آسية امراة فرعون صابرة على ظلم فرعون لها، فتستمر هذه السيدة الحكيمة ولم تصطدم معه ولم تمش على نهجه بل إنها كانت تحسن معاشرته، وتجيد فن معاملته.وباتباع سيرة هذه المرأة الحكيمة، الصالحة التي استطاعت أن توازن في حياتها بين طاعة ربها وحسن معاشرة أخبث الأزواج على الإطلاق، فرعون ذلك الحاكم المتغطرس الذي ادعى أنه إله! فكان مكافأة الله عز وجل لها قال تعالى: “وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ”.
فهل تعلم هاجرت الأزواج ممن خانوا العشرة وزوروا وسعوا في طريق المهالك (المحاكم) ظلم وبهتان للكيد والتنكيل بازواجهم الذين فتحوا بيوتهم لهن واضعين ثقتهم فيهن لبناء كيان الأسرة، أن تكون هذه النهاية وهل يعلم أبناء هؤلاء المهاجرات أن هذا سيكون المصير المحتوم لهم جميعا !