نداء الإيقاظ الرباني
فى لحظة من غرور البشر جاء هذا المخلوق المتناهى فى الصغر الذى لا نعرف من أين أتى ومتى سينتهي ..
جاء فى اللحظة التى تنافست فيها بعض الدول على مرتبة الألوهية والتحكم والسيطرة على موارد الحياة…
جاء ليعرى البشرية و يوقظها صارخا تريثوا فما زلت انت ايها الانسان جزء من مخلوقات
عظمة الخالق عز وجل في ما خلق، فالإنسان الذي خلقه الله من علق يناديه العزيز
الخبير ويسأله بمنطق رباني حكيم نداء الإيقاظ الرباني للإنسان المفتون بنفسه
والاستفهام مع النداء لتنبيه البشرية التي كرمها الله وحملها فى البر والبحر فعلم
الإنسان البيان، وذكر لفظ الكريم فى هذا السياق لإدخال الاطمئنان على الإنسان دون أن
يغتر بكرم الله فينسى عظمة ربه الرحمن الرحيم، فعلى العقل البشرى بكل جبروته
وسطوته أن يقرأ هذا الخطاب الرباني بتدبر لكى يعود الإيمان مرة أخرى إلى العلم والفكر
إلى العقل البشرى فى هذا العصر وكل عصر …جاء الفيروس ليذكرنا بقيمة العدل
والمساواة كى نعيش جميعا بسلام واطمئنان ولكننا نحتاج بعد انقشاع هذه الكارثة
الوبائية أن نسجل التقنية التى تمت بها إدارة الكارثة لأنها ستأتى مرات ومرات فى
المستقبل اى نوثق هذه التجربة ونرى ما فعلته الدول التي يطلق عليها دول متقدمة من
منطلق مفهومها عن جبروت العولمة الذى سقط بكل ما يحويه من حروب ودمار وسيطرة
وسلب للأموال وتمخض عقارب سامة لاسعه للدول الأخرى …أن إدارة الكوارث علم وفن
نجحنا فيه بفضل الله ثم جهود وتفاني العاملين في ميدان العمل بكافة طوائفه بمنظور
الإنسان المتواضع البعيد عن طغيان قوة العلم والمادة، وهنا يجب أن أشير إلى بطولة
قومية يسطرها رجال وزارة الصحة المصرية من الفرق الطبية والتمريض داخل
المستشفيات في كافة ربوع مصر فهم ابطال الخطوط الأمامية بكل شجاعة واستبسال
وبكل جدية والتزام وبحرفية شديدة فهم جنود المحنة..تحية اجلال وتعظيم لجيش مصر
الابيض ، و تعظيم سلام لجيش مصر الباسل القادر على التصدى فى الأزمات، وما يجب
علينا الآن كبشر أن نجمع ثمارنا ونعى جيدا أن لكل فضيلة ثمرة تدل عليها فثمرة الإيمان
العمل ، وثمرة الحب الخضوع ،وثمرة العلم الخشوع، وثمرة الأخوة التراحم، وثمرة
الاخلاص الاستقامة، وثمرة الجهاد التضحية، وثمرة اليقين التسليم لقضاء الله وقدره.