كتبت : عائشة حافظ
أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، أبو الطيب المُتنبي والملقب ب “شاعر العرب“، وُلد 303 هـ / 915م بالكوفة ، وتُوفي 354 هـ / 965م في بغداد ،تزوج المتنبي من امرأه شاميه ورزف بمولود اسمه محمد وتوفى معه .
تعليمه
التحق المتنبي بكُتَّابٍ كان فيه أبناء أشراف العلويين لتلقّي علوم اللغة العربية “شعر، ونحو، وبلاغة” وكان يقضي معظم أوقاته ملازماً للورّاقين لكي يقرأ في كتبهم فاكتسب معظم علمه من ذلك، وقد عُرف بحبه الشديد للعلم والأدب، وذكائه وقدرته علي الحفظ ، وهناك قصة طريفة عن شده قدرته علي الحفظ، هي أنّ أحد الوراقين جاء إليه أحدهم ليبيع كتاباً يحوي نحو ثلاثين صفحة. وكان المتنبي عنده حينها، فأخذ الكتاب من الرجل وصار يقلّب صفحاته ويطيل النظر فيها، فقال له الرجل: يا هذا لقد عطلتني عن بيعه، فإن كنت تبغي حفظه في هذه الفترة القصيرة فهذا بعيدٌ عليك، فقال المتنبي: فإن كنت حفظته فما لي عليك؟ قال الرجل: أعطكيه، فقال الوراق: فامسكت الكتاب أراجع صفحاته والغلام يتلو ما به حتى انتهى إلى آخره، ثم استلبه فجعله في كُمِّه ومضى لشأنه .
شعره
غلب على شعره المدح وأيضا امتلئ بفخره بذاته، فألف المتنبى حوالي ثلاثمائة وستة وعشرون قصيدةً، وتعتبر هذه قصائده سجلّاً تاريخياً لأحداث عصره ،بجانب كونها سيرة ذاتيه له
اقتباسات من شعره
“وَفاؤكُما كالرَّبْع أشْجاهُ طاسمه بأنْ تُسعِدا والدّمْعُ أشفاهُ ساجِمُهْ”
“إذا غامرتَ في شرفٍ مَرومٍ فلا تَقْنع بما دونَ النجومِ”
“أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ”
“كمْ قَتيلٍ كمَا قُتِلْتُ شَهيدِ
لِبَياضِ الطُّلَى وَوَرْدِ الخُدودِ
وَعُيُونِ المَهَا وَلا كَعُيُونٍ
فَتَكَتْ بالمُتَيَّمِ المَعْمُودِ”
وفاته :
توفي في عمر الخمسين ، قُتل بسبب قصيده هجاء نظمها ضد “ضبة بن يزيد الأسدي العيني” ، وعندما كان عائدًا إلى الكوفة، وكان في جماعة منهم ابنه محمد وغلامه مفلح، لقيه فاتك بن أبي جهل الأسدي، وهو خال “ضبّة بن يزيد” الذي هجاه المتنبي، وكان في جماعة أيضًا. فتقاتل الفريقان وقُتل المتنبي وابنه محمد وغلامه مفلح بالنعمانية بالقرب من دير العاقول جنوب غرب بغداد.