أكد فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم: أن الأدلة على تحريم الانتماء للجماعات الإرهابية -مثل الإخوان- كثيرة; حيث يقوم القرآن الكريم على التعاون والوحدة وما يؤدي إلى الاستقرار والعمران وما يؤدي إلى تحقيق خلافة الله في الأرض من قبل الإنسان خلافة حقيقية يسودها روح العمران الحقيقي ،مضيفا : وإذا لاحظنا مسيرة الإخوان منذ عام 1928 والتنظير والتطبيق والفكر والفعل فلن نجد أي توأمة مع ما قاله القرآن، ونجد بالفعل أن اتجاهات الجماعة لا تؤدي إلى عمران بل تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمعات والدول والحكم.
وأوضح مفتي الجمهورية – في تصريحات اليوم السبت – مستشهدًا ببعض كلام حسن البنا مؤسس الإخوان حينما قال: إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها، وحيث يثقون أنهم قد استكملوا عدة الإيمان والوحدة، وهم حين يستخدمون هذه القوة سيكونون شرفاء صرحاء وسينذرون أولا، وينتظرون بعد ذلك، ثم يقدمون في كرامة وعزة، ويحتملون كل نتائج موقفهم هذا بكل رضاء وارتياح”.
وعلق مفتي الجمهورية أنه يجب أن نضع تحت كلمة “ينذرون أولًا” خطوطًا كثيرة; لأنها تفصح عن فكر وثقافة، وقد أفصح عنها التفسير الحركي الخاطئ لسيرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، الذي تكلم عنه “منير الغضبان” مراقب الإخوان في سوريا في كتابه “التفسير الحركي لسيرة النبي”، حيث قال في مقدمه الكتاب: “إن أفكاره استقاها من الاتجاه الحركي عند سيد قطب. كذلك فكأن الذي ينذر هنا ليس مسلمًا وكأنه يقول إنه صاحب رسالة، ونظرة جاهلية المجتمعات بدت واضحة في كتاب سيد قطب.
وتابع المفتي عرض أفكار حسن البنا التي عرضها في افتتاحية العدد الأول لمجلة “النذير” التابعة للجماعة حيث يقول: “سننتقل من حيز دعوة العامة إلى حيز دعوة الخاصة أيضًا، ومن دعوة الكلام إلى دعوة النضال والأعمال، سنتوجه بدعوتنا إلى المسئولين من قادة البلد وزعمائه ووزرائه وحكامه وشيوخه ونوابه وهيئاته وأحزابه وسندعوهم إلى منهاجنا ونضع بين أيديهم برنامجنا وسنطالبهم بأن يسيروا بهذا البلد المسلم، بل زعيم الأقطار الإسلامية في طريق الإسلام في جرأة لا تردد فيها، وفي وضوح لا لبس فيه، ومن غير مواربة أو مداراة; فإن الوقت لا يتسع للمناورات، فإن أجابوا الدعوة وسلكوا السبيل إلى الغاية آزرناهم، وإن لجأوا إلى المواربة والمراوغة وتستروا بالأعذار الواهية والحجج المردودة فنحن حرب على كل زعيم أو رئيس أو حزب أو هيئة لا تعمل على نصرة الإسلام ولا تسير في الطريق إلى استعادة حكم الإسلام ومجد الإسلام، سنعلنها خصومة لا سلم فيها ولا هوادة معها حتى يفتح الله بيننا”.
وأكد أن تلك المفردات مثل “حتى يفتح الله بيننا” تأتي في تعامل المسلمين مع الكفار وهو بيان يفصح عن جملة من الأشياء، أولها أنه يفصح عن المجتمع الذي نعيش فيه، ولاحظ أننا الآن بين جنبات علماء الأزهر الشريف، الذي كان موجودًا في هذا الوقت كيف تكلم حسن البنا بهذه اللغة واللهجة ونصب نفسه أنه الحريص كل الحرص على الإسلام وكأن فكرة الجاهلية مستشرية في المجتمع، وأن الدولة ليست سائرة على الإسلام، وكانت هذه الفكرة متأصلة منذ بداية دعوة الإخوان وبرنامجهم الذي يدعون الناس إليه ثم ينظر لها سيد قطب فيما بعد، لذلك فكلام حسن البنا يؤدي إلى التفريق وإيجاد أزمة في المجتمع، ومن ثم فلو وضعناه في نطاق الحق والعدل لقلنا إنه يحرم الانتماء إلى جماعة الإخوان بناءً على هذا الكلام الذي ذكره رئيس جماعة الإخوان.
وأشار إلى أن فكرة الاستعلاء موجودة لدى الجماعة الإرهابية وتعد إحدى الركائز الأساسية في دعوة الإخوان، حيث اعتبروا أنفسهم أنهم من يحتكرون الحق والإيمان; ولذلك يدعون المجتمع إلى ما هم عليه وليس إلى ما عليه الإسلام، كما أن دعوتهم تبتغي الدعوة إلى مراكز القرار، أما الذي عليه الناس من الإسلام والتاريخ الرصين فلا يقيمون له وزنًا.
وقال إن هناك شهادة مهمة للدكتور عبد العزيز كامل، أحد أقطاب الإخوان لكنه انسلخ عنهم بعد ذلك، والذي أكد في مذكراته تحت عنوان: “دم الخازندار” والتي أفصحت عن الموقف الذي يتبناه: “سألت البنا بعد اغتيال الخازندار قائلًا: هل أصدرت فضيلتكم أمرًا صريحًا لعبد الرحمن السندي بهذا الحادث؛ قال البنا لا: ولا أتحمل المسؤولية، ووجه السؤال نفسه للسندي، فقال: نعم تلقيت الأمر من البنا، ولا أحمل المسؤولية، فقال البنا: أنا لم أقل لك، ولا أحمل المسؤولية، وأن كل ما صدر مني من قول (.لو ربنا يخلصنا منه/ أو لو نخلص منه/، أو لو واحد يخلصنا منه)، معنى لا يخرج عن الأمنية، فرد السندي: أنت قلت، وتحمل المسؤولية، ويتبرأ كل منهما من دم الخازندار، وجاءت فرصة قابلت فيها الأستاذ المحامي صلاح عبد الحافظ شقيق أحد المتهمين حسن عبد الحافظ فوجدته ناقمًا على الإخوان أشد النقمة، وقد مست القضية شرف المهنة التي يعمل فيها، والعدوان على القضاء الذي يقف أمامه”.