شباب التواهان.. نبض الغلابة يواصل رحلته بين الناس
بقلم/ أحمد رأفت
وتستمر رحلتي من الشارع الى القطار وتتبدل الوجوه والأشخاص والاحوال، وهنا واثناء مسيرتي اليومية بعد يوم شاق في العمل كالمعتاد؛ واثناء استقلالي القطار …
وإذ بي أرى شباباً يبدئ طريق الضياع .. بسيجاره يحشوها نوع من أنواع المخدرات ها هم هناك بالركن الخفي يترقبون من حولهم في خوف من أن ينقض عليهم شرطي أو ربما من أحد المارة او من ركاب القطار ليوعظنهم ويمنعهم عن ما يرتكبونه في حق أنفسهم وحق مجتمعهم.
محزننا ان تجد شبابا هم مستقبل آبائهم وامهاتهم وبلدهم، ولكن بدل ذلك يصبح الشباب من سراب، فاقدين الأمل… فيما حولهم تاركين الدنيا بفقد وعيهم كما تركتهم الدنيا يقتلون أحلامهم البسيطة، فمنهم من يبحث عن عملاً حتى مل بعد فقدان الأمل في انتظار التعيين بعد إن استحوذ على فرصته صاحب الواسطة والمحسوبية او صاحب المادة او صاحب العمل.
ومنهم من عمل ولا يجزى ما يتقاضاه مصروفات يومه وغلقت الأبواب في وجوههم واسودت الدنيا بأعينهم.. لذا قرروا النسيان
واتجهوا إلى طريق الإدمان وأصبح المخدر بالنسبة لهم هو المسكن للإلام فيذهب عقولهم ويفقدهم الشعور بالمسؤولية ويأخذهم إلى عالم يملئه التواهان …
شبابا ظلموا أنفسهم وقبل إن يظلموا أنفسهم ظلمتهم الأيام بل قتلتهم وقضت على ما تبقى من الحلم لهم لتصبح كل امانيهم ضائعة وسط الضباب؛ ضباباً يعيشون فيه مع دخان كل سيجاره يشربونها، وعند ذهابه تعود الأحزان ويسرعون ويتسابقون للبحث عن السيجارة.
للبحث عن الضباب الذى كان ومازال مجتمعنا سببا رئيسيا فيه شبابا منهم من سرق ومنهم من قتل
حتى يظل تائها في الظلام، ظلام وضعهم فيه من استخف بعقولهم ومن قتل أحلامهم ومن استباح حقوقهم شبابا من جيلا لم يرو فيه السعادة جيلا ولد ليشقى حتى يموت في ظل متغيرات الحياة التي تصعب كل مدى عن سابقها، جيلا من الشباب مثلى أعيش فيه ومنه وانبض بنبضاته.
وفي مقالي هذا لا ابرر أفعال هؤلاء ولكنه كإلقاء حجرا في الماء الراكد لعل المجتمع يفيق ويستيقظ ولعل كل أسرة تعود من جديد للمجالسة فيما بين أفرادها يتناقشون ويتسامرون كما كان الحال زمان قبل الانترنت ودراما الانفلات الأخلاقي، لعل حصص الدين تعود من جديد في المدارس لتقوم المسلمين وأيضا إخواننا المسيحين لعل تعود المؤاخاة كما كانت، لعل كل فرد يعلم واجباته تجاه مجتمعه ونفسه، لعل الأمور تستقيم فيستقيم المجتمع.
نبض الشباب… نبض الغلابه