خبيرة: تجربة إعادة إنتاج الصوت الحقيقي لمومياء محنطة “ضجة إعلامية”
نبض العالم
أكدت خبيرة المومياوات المصرية الدكتورة رانيا أحمد علي, أن التجربة
البريطانية التي أجريت مؤخرا, لإعادة إنتاج الصوت الحقيقي لكاهن
الفرعوني “نسي آمون” المحنط والمتوفي منذ 3 آلاف عام,
والذي توجد المومياء الخاصة به في متحف مدينة ليدز الإنجليزية,
ماهي إلا ضجة إعلامية تستهدف الدعاية لزيادة الإقبال على زيارة المتحف.
وقالت خبيرة المومياوات، اليوم السبت, إنه لا يمكن أن نعيد إنتاج
نبرة صوت, خاصة وأنه لا يوجد لدينا إثبات أو مقياس أو زوايا
يتم عليها قياس الصوت في المومياء نتيجة لعملية تحنيطها.
وفندت بالأدلة العلمية صعوبة إجراء تلك التجربة, حيث أن عملية
التحنيط عند المصريين القدماء كانت تستغرق 70 يوما , منهم 40
يوما يكون جسد المتوفي مطمورا تحت ملح النطرون وهو عبارة
عن “ملح كربونات الصوديوم عشاري الهيدروجين” بشكل
رئيسي مع “بيكربونات الصوديوم”, بالإضافة إلى كميات صغيرة
من” كلوريد الصوديوم وكبريتات الصوديوم”.
وأوضحت الدكتورة رانيا أن هذا الملح كفيل بامتصاص الماء من الجسد
بالكامل , وبالتالي يحدث انكماش للجسد من الداخل والخارج ويحدث
تغيير لشكل الأنسجة والجسم بالكامل. وأشارت إلى أنه عقب
ذلك يقوم المصري القديم باستخراج الأحشاء من داخل الجسم
عن طريق إحداث فتحة بالجسد أسفل الجانب الأيسر بالبطن,
ويتم استخراج منها (الأمعاء , المعدة , الكلى ) , إلى جانب استخراج
الرئتين عن طريق كسر الحجاب الحاجز, ثم يتم إضافة مواد تحنيط
بالإضافه إلى الراتنج المنصهر, ووضع العديد من المواد الأخرى النباتية.
وأكدت خبيرة المومياوات أنه نتيجة لتلك العملية, لا يوجد أنسجة
رخوة في الجسم, بل أنسجة في حالة انكماش وتغيير في الحجم
بسبب إضافة المواد المستخدمة في التحنيط , موضحة أن الشعيرات
الدموية والأنسجة الموجودة في المومياء يحدث لها جفاف كامل
بعد الوفاه بـ40 يوما, إلى جانب وضعها تحت ملح سريع امتصاص
للماء طوال تلك الفترة وكل هذا طوال 3 آلاف عام قبل الميلاد (عمر المومياء).
ولفتت إلى أن علماء جامعة رويال هولواي البريطانية الذين أجروا
التجربة , أعلنوا بأنفسهم أن عضلات لسان المومياء قد تلاشت
والجزء الأكبر منها غير موجود, ولذلك فإن الصوت الذي سمعه
الجميع هو الصوت الذي جرى إنتاجه وليس الصوت الحقيقي للمومياء.
وأشارت الدكتورة رانيا إلى أنه نتيجة لذلك فإن نتائج تلك التجربة
على مومياء الكاهن الفرعوني “نسي امون” المحنط ضجة إعلامية
لا أكثر, فلا يوجد في المومياء أي إثبات أو مقياس أو زوايا, بناء عليها
يتم قياس الصوت منها, مثل ما يحدث في تجارب إعادة تركيب الوجه
عندما كانت المومياء على قيد الحياة, وذلك بناء على زوايا وقياس عظام الوجه.
وأوضحت أنه حتى تجارب إعادة تركيب الوجه تعد أمرا غير محتوم
حتى الآن, فللوجه الواحد أكثر من شكل عند إعادة تركيبه, وظهرت
مدارس مختلفة لتركيب الوجه مثل المدرسة الفرنسية والإنجليزية
وغيرهما, مثل ماحدث في تجارب إعادة تركيب وجه الملك توت
عنخ آمون, قائلة “إنه باستمرار تلك التجارب الدعائية لانستبعد
في الفترة القادمة إعلان خبر جديد عن آخر ما رأت عين المومياء”.