بقلم: عبدالعزيز السيد
“انتقام ميت”
أنا محمد رفعت طبيب نفسي من محافظة المنوفية، حياتي كانت طبيعية تماما لحد ما لقيت في مكتبة بابا القديمة دفتر مذكراته .. بدأت أقرأه .. الصفحة الأولى:
يوم 24 ديسمبر 1986 قاعد بشرب قهوتي وببص من شباك مكتبي وأراقب اللي ماشيين عواجيز وشباب وبنات كل واحد سرحان ف حياته اللي مش شكل حياة حد كان فيه ولاد بيلعبوا بالكورة بعيد براءة وحيوية.
جميل فنجان قهوتي عملته سارة المساعدة ممكن ماشوفهاش غير بعد يومين بسبب الرشوة “القهوة” اللي طعمها حلو دي.
مين كان يقول اني هبقى دكتور رفعت صبري مدير مستشفي الأمراض النفسية بقرية في محافظة المنوفية على أطراف عاصمتها شبين الكوم في يوم وأسيب أحلامي بالسفر برا مصر.
قررت أكتب مذكراتي وأدون الفترة الحالية لأني بيحصل ليا فيها حاجات غريبة، وحاسس إنها مش هتنتهي على خير.
يمكن في يوم حد يقرأها مع إني ماعتقدش لو حصل ليا حاجة مراتي او ابني الصغير هييجوا يفتشوا في حاجتي..؟
على الأغلب هيبيعوا الشقة بمحتوياتها بأي سعر حكايتي الغريبة بدأت لما قررت لأول مرة أنزل أتابع العنابر قبل ما امشي من المستشفى ، الساعة كانت حوالي واحده ونص بعد نص الليل.
“صوت موسيقي انتقالية”
“صوت طفل يصرخ بصوت مخيف
– رفعت: ايه دا طفل ف عنابر المرضي.. دا تسيب وانحالل.. فين النبطشي اللي هنا.. ياسمير.. يا هيام
– هيام : “ملقلقة” انا هنا يادكتور
– كنتي فين
– موجوده بس اااا…
-بس ايه
– روحت.. روحت الحمام
– افتحي لي العنبر دا فورا يا استاذه انا سمعت صوت طفل جوا
– طفل؟ لا طفل ايه يا دكتور دا مستحيل طبعا دا عنبر حريم بس هيتكاثروا ازاي يعني
– بقولك افتحي العنبر
– حاضر حاضر طبعا “صوت مفاتيح ثم فتح باب له صوت للمفصلات”
هيام: اتفضل يادكتور شوفت حضرتك الكل نايمين محدش صاحي اصلا ومفيش اطفال
– بقولك انا سمعت الصوت يا هيام بنفسي ومتاكد
– يادكتور بس تلاقي حضرتك بالك مشغول بحاجه وبعدين ماهو طبيعي يعني ان حضرتك يتهيألك حاجات من التعامل مع المرضي.. واهو كلنا مسيرنا لكدا لما نقضي فتره زي حضرتك
– قصدك ايه بالكلام دا ياهيام.. عايزه تقولي اني اتجننت؟
– ابدا يادكتور والله.. انا يتقطع لساني.. بس بقول يعني بالك مشغول بالمرضي
– طيب اقفلي الباب وتعالي ورايا صوت غلق باب
– بقولك ايه ياهيام.. هما المرضي محدش فيهم صحي واحنا داخلين طالعين كدا غريبه محدش فيهم قلق ولا صحي
– عشان البلسم
.. – بلسم؟ بلسم ايه يا هيام
– صوت حضرتك.. اه.. صوتك بلسم مايصحيش جد ابدا يادكتور طيب دا سمارة اللي لسه جايه من يومين.. بتسأل علي حضرتك كل يوم من ساعه ما مضيت لها ورق الدخول
– سماره َمين دي؟.. اوعي تكون اللي بتقول ان معاها عفاريت
– هي.. هي يادكتور المزه اللي تحسها طالعه من افلام اجنبي دي والنبي
– طيب طيب انا همر علي باقي العنابر وهمشي انا ولو حصل حاجه كلميني…
يُتبع…