بقلم/ عصام سرحان
أخاطب هنا الوسط الفني الذي أصاب المجتمع باسوا ماتتخيلون من جرائم قتل بأبشع الطرق من جرائم سرقة، من جرائم النصب، من جرائم زنا، ولو تأملنا في بلادنا الحبيبة نجد أن سلوكيات الناس باتت سيئة للغاية، ونجد هذه السلوكيات في الشارع وفي العمل وفي البيت ومع الجيران، وهذه السلوكيات منقولة من الوسط الفني، وبعد الناس عن الدين.
الفن رسالة سامية إنسانية هادفة، فنجد مثلا بعض المشاهد تحرك مشاعرنا المختلجة تجاه ما نتلقاه بما في وسع ذلك أنها تعطينا أكسجين للحياة، فتعيد لنا الإحساس بجمال حياتنا مرة أخرى وتجددها، فينعكس ذلك على واقع المجتمع، وهذا النوع إِنْدَثَر للأسف من واقعنا، ولم نجد الا الغالبية من الفن الهابط الذي يصدر فكر مشوه لأولادنا، و يعزز من فكرة الانتقام ويغذي الجريمة بداخلهم، ويتوحش المجتمع رويداً رويدا.
ان الفن له دور فعال في بناء الحضارة، وهو دافع مستمراً في التطور والنمو، فهو عامل أساسي في يقظة المجتمع من الركود والانحطاط، وفي قيادة العالم فكرياً، وما نجده الآن من فنون هابطة غير هادفة تحذرنا من خطر كبير يهدد مجتمعنا، ولو نظرنا حولنا نجد ان معدل الجريمة ارتفع بشكل مخيف والسبب وراء ما يصدره الفن للمشاهد ألا ترون أن الجريمة وصلت إلى الأطفال أيضا؟!
وإن أردت، أن تتعرف على حال أي مجتمع من المجتمعات، فما عليك سوى أن تنظر في نوع الفنون التي ينتجها والفنانين الذين يتبوؤون المكانة المرموقة فيها، ومَن مٍن هؤلاء المشتغلين بالفن، والمؤسف أننا لا نجد أحد من رجال الدين او الرقابة يحاسب هؤلاء الناس على ما اقترفوه في حق الوطن، انها جريمة من أبشع الجرائم تجاه وطننا الحبيب.
السؤال هنا لماذا لا يحاسبون على بضاعتهم الفاسدة التي يبيعونها لنا من خلال الشاشات أم هم كما يصفهم البعض بصفوة المجتمع؟!
هل من تنام في الفراش بملابس عارية مع رجل ليس زوجها هل هذه صفوة المجتمع، وعلي النقيض نجد فن محترم يصل برسالته السامية ولا يوجد به اي خلل أخلاقي ولكنه تلاشى ما بقي منه الا أطلال؟!.. هل من يحمل سلاحا ويقتل إنسان و يلقب بألقاب سيئة هل هذا ما تريدونه؟!
ارحموا هذا الوطن واعملوا خيرا به ليرقى مجتمعنا أخلاقيا وانسانياً ولنترك سيرة عطرة ونكون قدوة حسنة لأجيال قادمة تسير على نهج أسلافه، فيصلح المجتمع ويعلو شئناً بين الأمم.