دينا شرف الدين
في ظل الأحداث السريعة التي لا طاقة لنا بملاحقتها، إذ أنها دائماً ما تكون أسرع وأسبق لتدعني نلهث وراءها دون هدنة
لإلتقاط الأنفاس التي ربما تنقطع من شدة اللهث عندما تشتد الأزمات و تتفاقم الملمات لا قدر الله.
بالاستباق والتحسب والاحتياط لما هو أشد وأصعب المخرج الأكثر أمناً، وهذا ما يتضح جلياً في تلك القرارات الاحترازية
السريعة التي اتخذتها الدولة بالأيام القليلة الماضية، وعلى الجميع في ظل هذه الأحداث المتلاحقة التي تحمل من المفاجآت
غير السارة ما لا يتسنى لنا استيعابه أن نسبق دائماً بخطوة؛ على الأقل لنتمكن من
استمرار السيطرة وضمان التحكم بزمام الأمور التي إن انفلتت لن نقوى على عقلها من جديد.
فنحن بصدد مواجهة كارثة إنسانية وقفت أكبر وأكثر الدول تقدماً عاجزة عن صدها بكل ما أوتيت من قوة، واللقاحات المنتظرة
لن تخرج بين ليلة وضحاها، وربما يستغرق الأمر عدة أشهر، فلنتعظ ونعلم جيداً أنه لا سبيل لنا للنجاة ولا مخرج إلا محاولة
السيطرة على انتشار الوباء بكل الطرق الممكنة، وهذا لن يتأتى إلا باستباق الأحداث وتجنب الوقوع بدوامة رد الفعل فحسب،
بالفعل و التحسب و الحيطة و سرعة اتخاذ القرارات من كافة أجهزة الدولة كما يحدث بالفعل سيجنبنا الكثير من المخاطر و
ينجو بنا من السقوط بفخ انعدام السيطرة لا قدر الله، لذا أناشد السادة المسؤولين؛ بتشديد الرقابة على تنفيذ قرارات الدولة
بتجنب الاختلاط والزحام بأوقات ما قبل الحظر منعاً لانتشار الفيروس تحديداً بالمواصلات العامة والوحدات الصحية قدر الإمكان،
إذ كانت أهم القرارات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة و التي أزاحت خطرا كبيرا محتملا، هي إغلاق المقاهي والكافيهات
والملاهي والمطاعم تماماً كما أود الإشارة إلى مضاعفة الرقابة التي أعلم جيداً أنها تتم بلا هوادة في المناطق الشعبية ذات
الدهاليز والمخابئ صعبة الوصول وفرض الغرامات المادية القاسية و العقوبات المشددة على كل متجاوز.
كما أناشد المصريين جميعاً، بالصبر والانصياع لتعليمات الوقاية أياً كانت درجة قسوتها التي أعلم جيداً أنها قاسية علينا جميعاً،
فلنعلم أننا دولة كبيرة تعداد سكانها تخطى المائة مليون، يفتقد كثيراً من مواطنيها الوعي المطلوب بخطورة الموقف، الذي إن
اجتاح مناطق وشرائح معينة من المجتمع خرج عن السيطرة ، نهاية : أوصيكم ونفسي بالتحسب والاستباق فلنقف جميعاً
بجانب مصر جنوداً مجندة بميدان حرب خفية لا نملك أسلحة القضاء عليها إلا بالصبر و الإيمان و الالتزام بما هو بأيدينا من سبل
الوقاية و تعليم أخوتنا ممن لا يملكون الوعي والمعرفة الكافية، حتى ننجو بإذن الله عما قريب من هذا الغم، ويرفع الله بفضله و رحمته عنا البلاء.
مرتبط
التالي
منذ 4 أسابيع
اصطفاف الشعب المصري وراء القيادة السياسية:- ملحمه تاريخيه عظيمه
24 مايو، 2024
25 مايو الاحتفال بيوم إفريقيا.. بقلم دكتوره نرمين توكل الليثي
30 أبريل، 2024
النائب عبد المنعم إمام يفتح باب الحوار حول إعادة هيكلة الكليات: رؤية مستقبلية تستحق النقاش والتقدير أمام الهجوم والنقد
27 أبريل، 2024
تكميم المعدة.. الحكاية من أولها لآخرها مع دكتور محمد غريب
26 أبريل، 2024
الكشف عن الحقيقة المدفونة داخل اللجنة الطبية بالتأمين الصحي يهز “الرأي العام”
23 أبريل، 2024
إيمان السيد تكتب.. متاهة عصر المنابر
21 أبريل، 2024
“إدارة الموارد البشرية: رؤية استراتيجية لتعزيز التقدم الوطني”
14 أبريل، 2024
ميكروفونات الباعة الجائلين في الشوارع.. صوت عالٍ يشوّش على هدوء الحياة!
20 مارس، 2024
الهام السيد تكتب: الحفاظ على التراث الديني نبل وقيمه: دعوة للتفكير والعمل
14 مارس، 2024
عربات حمص الشام والفول والكنافة.. أجواء رمضانية وخيمة المعز بمدينة بنها
زر الذهاب إلى الأعلى