بقلم: د مها محسن السقا
في يوم من الأيام فوجئنا بعرض فيلم كوميدي على شاشات الفضائيات الإخبارية يسمى ” محاولة إنقلاب فاشلة في تركيا ” مشاهدة عبارة عن لقطات لمواطنين يعتدون بالضرب على ضباط وجنود من الجيش التركي، والشرطة تجرهم جر في الشوارع، وفي الجزء الثاني يقوم بطل الفيلم” إردوغان” بحملة اعتقالات واسعة ضد عدد كبير من العسكريين وضباط الشرطة والقضاة.
و الإعلاميين والصحفيين، وبغض النظر عن التساؤل الذي ثار آنذاك، عن كون ذلك الإنقلاب حقيقي أم هو مجرد ” فيلم ” مفتعل من ذلك المجنون لممارسة هواياته القمعية، فيمكن القول أنه أيا كان السيناريو، فالمحصلة واحدة، فما هو إلا ديكتاتور.
و إذا التفتنا إلى محاولاته للبلطجة في منطقة شرق المتوسط للحصول على نصيبه “المزعوم” من الإكتشافات الجديدة لحقول الغاز
وكذلك تدخلاته السافرة في كل من سوريا و ليبيا لتحقيق طموحاته الإستعمارية المجنونة و تطلعاته نحو إعادة فرض الخلافة العثمانية البائدة ، فأنا شخصيا ألتمس له كل العذر، فكما هو واضح من الشق الأول من لقبه ما هو إلا ” قرد ” من حقه التقافز هنا وهناك بين أشجار الغابة .
أما بخصوص تطاوله المستمر على الدولة المصرية و قيادتها، بينما يحكم دولة يقوم جزء كبير من اقتصادها على أنشطة الدعارة
وتجارة المخدرات و كل ما هو غير مشروع، و إستضافته لبعض المنابر الإعلامية المعدة خصيصا لذات الغرض، يديرها بعض الخونة
والمطاريد على نفقة تابعة الذليل، ذلك المراهق القطري حاكم تلك الدويلة، فيمكننا القول، عادي …….. حذاء تركي رخيص الثمن.
و مؤخرا و أثناء قيامنا بالتقليب بين الفضائيات شاهدنا بعض حلقات المسلسل التركي الهابط ” كورونا باشاميل ” حيث يقوم بطل المسلسل بالسطو على شحنات مساعدات طبية من بعض الدول الأخرى مرورا بالأراضي التركية ،
ولم لا، فما هو إلا لص سليل لحضارة قائمة على السلب و النهب و السرقة – على فرض أنها حضارة – لأن أسلاف ذلك المجرم كانوا عبارة عن حفنة من قطاع الطرق واللصوص.
واتخذوا الدين الإسلامي – كالعادة – ستار لإجرامهم ، و سبيلا لهيمنتهم على العالم العربي والإسلامي.
فالآثار التي تعج بها متاحفهم، ماهي إلا بعض الآثار الخاصة بالتاريخ العربي و الإسلامي، و الطابع المعماري والحضاري لتركيا مسروق كذلك، حيث قامت باستقدام أمهر البنائين والصناع
أعمال النجارة والزخرفة والفنون المعمارية – إبان فترة الإحتلال العثماني – من مصر و بعض الدول العربية الأخرى .
ثم يقوم ذلك اللص أيضا بإرسال مساعدات طبية ” من متحصلات السطو ” إلى دولة إسرائيل الشقيقة ،
و لا عجب في ذلك ، فهو عميل يحكم دولة عميلة من قديم الأزل، و يدعي المروءة والشرف .
و حين قام النظام التركي ” القوي ” بالكشف عن سواعده و التكشير عن أنيابه و فرض حظرا للتجول – كمعظم دول العالم – لمواجهة خطر وباء الكورونا الذي تفشى في البلاد ، فوجئنا بمشاهد هرج و مرج في الشوارع،
ومظاهر فوضى و إطلاق أعيرة نارية بين المواطنين أمام المتاجر و المخابز مما جعل وزير الداخلية يتقدم باستقالته على اثر هذه الأحداث، ثم إكتشفنا في نهاية هذه الحلقة أن السلطنة العثمانية العظيمة ما هي إلا صينية كنافة بالمهلبية رديئة الصنع .
وأخيرا وأبدا … تحيا مصر .