أجري التحقيق: نهلة صوابي
تعد مشكلة المخدرات حاليًّا من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات، كما ظهرت مركبات عديدة جديدة لها تأثير واضح علي الجهاز العصبي والدماغ.
بلا شك أن إدمان المخدرات خطر يهدد حياة الشخص بشكل كامل و يؤدي به إلى طريق مظلم من المرض والفشل في الحياة الاسرية بأكمالها .
حيث يعتبر إدمان المخدرات من الظواهر التي لها تأثير كبير على المتعاطين أنفسهم من حيث تأثيرها على الصحة الجسدية ، والنفسية، واالجتماعية، و على مفهوم الذات لديهم حيث تشير الكثير من الدراسات إلى أن هناك عالقة بين: تعاطي المخدرات، و الصحة النفسية، و مفهوم الذات لمتعاطيها .
بدء الحديث المتعاطي الاول أنا أسمي (عبد الرازق)عندي 38 سنه ،بدأت أتعاطي المخدرلاول مرة في فرح وأصدقائي قالو تعالي نجرب كنت حابب التجربة وحب الفضول بدأت بمخدر الحشيش ونوع يجيب التاني من المواد المدخنه للحبوب وأنتهيت بالهروين، استمريت علي الوضع دا من التعاطي 18 سنه متواصلة ، أهرب من العالم بأكمله بالمخدر زعلان بضرب فرحان بضرب دي بقت حاجة عادية مكنتش مستوعب كل الا بيحصل حاولت أبطل كذا مرة معرفتش كل مرة بنتكس ،حبست نفسي 3 شهور داخل غرفتي لكن بلا فائده .
يؤكد “عبد الرازق” من اول زواجي وانا بتعاطي مخدر، زوجتي عانت كثير معايا وشافت العذاب واهلي ايضا لأن بداية أي مخدر بيكون له لذة ومتعة في أول شهر بنسميه احنا بلغة المدمنين شهر العسل ، أما بعد كدا بيجي التحول بيبدء المخدر ميكنش له اي تأثير ولا متعة وبيقتصر فقط علي أني مريض وباخد علاج علشان أقدر أتحرك وأقدر أتعامل مع الناس فالمخدر اولا.
وأضاف “عبد الرازق” مكنتش اقدر أخر تعاطي المخدر لان كان بيحصل ليا اعراض انسحاب وكنت مصدر اذي لكل الا حواليا أمي وزوجتي وأولادي ، كنت بأخذ فلوس علاج أمي وأجيب بيها مخدر ولو مافيش فلوس اخد اي حاجه من البيت وأبيعها مش مهم المهم اجيب مخدر ، كنت شغال في مجال التجارة وبعد كدا اشتغلت مساعد ماكير في الوسط الفني للممثلين ودا فتحلي الموضوع أكثر وخلاني أضرب أكثر ولما قررت ابطل كان الموضوع صعب لكن مش أصعب من الا كنت فيه لأن كنت وصلت لمرحلة ان في اليوم اتعاطي 50حبة ترامدول علشان اقدر اقوم من السرير واتكلم مع اهلي .
أما عن المتعاطي( الثاني ) فأنا لجئت للمخدر بسبب انفصال الام والاب عن بعضهم وبعد فترة ليست بقليلة فوجئت بأمي مع رجل في وضع غير شرعي ،انهارت جدا وبعد فترة تانية رءيت أختي في نفس الوضع أصبحت الدنيا سودة بالنسبالي ومعنديش ثقة في اي ست اوبنت، حاولت ابعد عن الواقع بالمخدر لنسيان مارءيته ولكن قررت اتعافي بعد فترة من الادمان وقدرت بمساعده زملائي المدمنين المتعافيين بدءت الثقة ترجع تاني وقررت أرتبط واتجوز وطبعا الماضي الاليم بالنسبالي صورلي الشك في مراتي وللاسف مبقتش واثق فيها فقررت الانفصال ومن هنا تم انتكاستي مرة أخري ، وانا حاليا اتعالج مرة أخري.
وبعد سؤال المعالج المختص بمركز الصحة النفسية والادمان بتأهيل المدمنين لشفاء (ع: ا) أعراض انسحاب المخدر من الدم صعب وبيختلف من شخص لأخر ومن نوع مخدر الي نوع اخر ، مثلا المواد الدخانية المخدرة مثل الحشيش والبانجو أعراضها الانسحابية ماهي الا اعراض نفسية ، بيحصل أكتئاب شديد وممكن يطول فطبعا بنستخدم ادوية مضادة للاكتئاب لفترة معينة .
الأعراض الجسدية الا ممكن تحصل من المواد “الدخانية “هو الصداع فقط فالطبيعي أعراضه الانسحابية الاكتئاب وطبعا العلاج بيكون تحت أشراف الطبيب المختص .
اما “الهروين” الاعراض الانسحابية تكسير في الجسم الالام شديده في العظام ، أسهال، بيحصل اعراض تسمي “فصول السنه الاربعة” بمعني بيكون بردان وحران ، عرق شديد ورعشة أشد كل دا في ان واحد.
أكد المختص الاصعب في اعراض الانسحاب مخدر “الترامادول” فهو أصعب من أنسحاب الهروين من الدم اعراضه مثل أعراض الهروين بل اشد ، لكن مفهومه الخطاعند الناس أن الترامادول منشط مثال يبدء المدمن أخذه لكي يقدر علي يواصل ساعات اكتر في الشغل من وجهه نظره انه منشط لكن هوا العكس من ذالك.
أيضا الترامادول يتعاطاه بعض المتزوجين لكي يواصلو العلاقات الزوجية من وجهة نظرهم أنه منشط قوي وهو عكس ذالك الترامدول ماهو الا مسكن قوي لأمراض مزمنة ليس لها علاج ولا شفاء زي سرطان المثانة وطبعا المتعاطي بيستخدمه غلط فابيحس أنه منشط ، اذا متعاطي الترامادول بيحس انه ما بيمرضش ابد او مش بيظهر عليه اي عارض مرضي زي البرد او غيره من كثرة المسكنات ، طبعا بعد فترة من التعاطي حتما ولا بد الكبد بيكون شبهه مدمر والكلي والرئتين علي حسب التعاطي والمده الزمنية.
وأضاف مدة العلاج للمخدرات بأنوعها ثابتة البودرة ،الحشيش ، الهروين ، الترامادول البرنامج العلاجي بيتكون من مراحل بتبدء من 6 اشهر والمتابعة متواصلة ، لأن يوجد معلومة خاطئة أن المدمن ممكن يتعافي نهائيا من اول 6 أشهر ودا من الاخطاء الشائعة لان المدمن ممكن ينتكس في أي وقت فالمتابعة ضرورية ولازمة طول الوقت لأن المشكلة داخل مصر بتيجي من الاهل بيكونو صعب يعترفو أن ابنهم مدمن بيشفوها وصمة عار ، من وجهة نظرهم المدمن من يتعاطي مخدر بالسرنجة فقط ميعرفوش ان السجاير أدمان وبداية الطريق.
اقول في اخر حديثي التعاطي ماهو الا موت بطيئ جسمك هوا مايدفع تمن المخدر مش المال عمر بيضيع وانت مغيب حافظ علي عمرك وجسدك العمر الا بيروح مبيتعوضش .
وبعد سؤال الازهرعن حكم المتعاطي في الدين
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى، وسلم تسليماً كثيراً وبعد…..
مما لا شك فيه، أن الله تبارك وتعالى كرم الإنسان أيما تكريم، وإن من مظاهر هذا التكريم أن منحه العقل الذي يزن به الأمور، ويدرك به الحقائق، ويميز به بين الغث والسمين، ومنحه الصحة والعافية كي يستطيع أن يلبي احتياجاته من مطعم ومأكل وملبس وغيرها، لذا كان حفظ النفس والعقل من الضرورة بمكان، إذ هما من مقاصد هذا الدين الحنيف، وبالتالي حرم الإسلام كل ما من شأنه الاعتداء عليهما، فحرم الخبائث بجميع أشكالها وأنواعها وصورها، ومنها المخدرات، التي تنتهك كرامة الإنسان؛ لأنه يصير بتناولها مقهوراً تحت سطوت الإدمان
فيصبح الحصول عليه وتعاطيه لدى المدمن هو الهدف الوحيد في الحياة، وذلك جراء متعة كاذبة خادعة، إذ إنها تؤثر سلباً على متعاطيها في كل جوانب حياته ومكوناته، تؤثر على صحته ولا سيما الجهاز العصبي المركزي في الإنسان ، ذلك الجهاز الذي هو عصب البنيان، فكم وكم يصاب المدمن بالقلق والإحباط والفتور والكسل والضعف والاضطراب في الشعور والتفكير بل تتأكسد السموم في جسده ليصير بعد فترة من الإدمان عليل الفكر والشعور والبنيان .
كذلك تؤثر بالسلب على ماله وممتلكاته، ومن ثم على أسرته وأولاده، فيهدر حقهم في توفير عيشة كريمة آمنة، فيجلب على نفسه وأسرته الويلات الجسام ..
كذلك تؤثر على أخلاقه فكل الجرائم التي ترتكب من سرقة وقتل وتحرش وتنمر وحوادث إنما تصدر في الغالب الأعم من مدمن غائب عن عقله بسبب ما يتعاطيه من مخدرات ومسكرات مهلكات.
لذا كانت كلمة الإسلام سابقة لكل النظم والقوانين في تحريم تعاطيها بدءًا من صورتها الأولية التي انتشرت في شبه الجزيرة العربية وهي”الخمر” وكل مُقاس عليها إذ”نهى النبي –صلى الله عليه وسلم- عن كل مسكر ومفتر” والمفتر هو المخدر للجسد والروح والعقل الذي يتعاطيه الإنسان تعمداً من غير علة، فهو حرام وإن لم يصل إلى حد الإسكار، بل حرم كافة الوسائل التي من شأنها الوصول إلى هذه المخدرات والحصول عليها كبيعها وشرائها وحملها وزراعتها حتى تعاطي القليل منها، والقاعدة الفقهية جلية في ذلك وهي “ما أسكر كثيره فقليله حرام” .
نعم لقد أمرنا الحق تبارك وتعالى بالحفاظ على النفس والعقل والمال والعرض ومن قبل ذلك الدين، فتلك هي الكليات الخمس أو الضروريات الخمس التي جاء الإسلام وشرع لحمايتها، وقرر في الشريعة من الأحكام ما يحافظ عليها، والإدمان انتهاك لكل هذه المقاصد، ينال من دين الفرد وصحته وعقله وماله وعرضه، لذا هي حرام ، حرام لأنها تفتك بالعقول فتعطلها، وبالصحة فتفنيها، وبالأجسام فتهدمها، وبالنفس فتبدلها، وبالأموال فتبددها، وبالأسر فتشتتها، وبالهناء والنعيم فلا تبقي ولا تذر من ذلك شيئا، وكل ذلك انتهاك لمحارم الله –عز وجل- فهي بلاء ماحق، وموت بطئ، وانتحار تدريجي قال تعالى”…وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ”
وقال تعالى “ولَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “البقرة:195(.