أم تلقي برضيعها أمام جامع “مش عارفه أصرف عليه وجوزي سايبني”
نبض العالم
كتبت: نهلة صوابي
تدخلت العناية الإلهية لإنقاذ طفل حديث الولادة من الموت، عثر عليه بجوار صندوق قمامة أمام مسجد أبوالعباس في الإسكندرية، وتبين إصابته بارتفاع كبير في نسبة الصفراء وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
فيما استطاعت النيابة العامة من الوصول إلى والدة الطفل للوقوف على الأسباب التي دفعتها لارتكاب الواقعة، حيث فجرت الأم العديد من المفاجآت.
الواقعة كما سطرتها تحقيقات النيابة العامة التي تمت بإشراف المستشار حمادة الصاوي النائب العام، بدأت ببلاغ تلقاه قسم شرطة الجمرك غرب الإسكندرية من الأهالي يفيد العثور على طفل رضيع بجوار صندوق قمامة أمام مسجد أبوالعباس في منطقة بحري.
انتقل ضباط مباحث القسم إلى موقع البلاغ، وتبين من الفحص أن الطفل حديث الولادة مقطوع الحبل السري وعلى الفور تم نقله إلى المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة وأحيل إلى المستشار محمد أنور مدير نيابة الجمرك لمباشرة التحقيق.
وبالاستعلام عن حالة الطفل وطلب ملف علاجه تبين أنه مصاب بارتفاع شديد في نسبة الصفراء وضعف عام وبفحصه عثر في يده على أسورة خاصة بالمستشفى مدون عليها اسم الأم (ح) .
وأفادت المستشفى أن الطفل قد سبق له الدخول إلى مستشفى رأس التين لتلقي العلاج اللازم رفقة والدته.
كلف رئيس النيابة المستشفى بتقديم الرعاية اللازمة للطفل للحفاظ على حياته وإحضار ملف علاجه إلى النيابة العامة .
وبعرض الواقعة على المستشار محمد عبدالسلام أمين، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، أمر بسرعة ندب لجنة حماية الطفل بالمحافظة، وإجراء تحريات المباحث حول الواقعة للوقوف على ملابسات الحادث وتحديد شخصية الأم.
جرت تحقيقات النيابة العامة على مستويين الأول الحفاظ على حياة الطفل ومتابعة حالته يوميا لاسترجاع صحته وهو ما تحقق بالفعل والمستوى الثاني هو تحديد شخصية الأم المتهمة للوقوف على الأسباب التي دفعتها لذلك .
وفي هذا الإطار، تمكنت النيابة العامة من إماطة اللثام عن شخصية الأم وتبين أنها مقيمة بمحافظة مجاورة وحضرت إلى الإسكندرية وقامت بوضع الطفل في المستشفى ثم تخلصت منه.
وإنفاذا لأمر النيابة العامة تم استهداف المذكورة بمأمورية ألقت القبض عليها وأحيلت إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيق.
وأمام رئيس نيابة الجمرك اعترفت الأم بارتكاب الواقعة وقررت أنها تعاني من ضيق الحال ولديها طفل أخر وقالت: «مش عارفه أصرف عليه وجوزي سايبني عند أبويا ورافض يصرف علينا»، ولم تجد أمامها غير إلقاء الرضيع الجديد لعدم قدرتها على الإنفاق عليه.
وأضافت أنها عندما شعرت بآلام المخاض توجهت إلى المستشفى وبعد أن وضعت الطفل واستلمته غادرت المستشفى دون أن تحرر له شهادة ميلاد وقامت بوضعه بجوار مسجد أبوالعباس القريب من محيط المستشفى، ونفت الأم في تحقيقات النيابة العامة قصدها من ذلك إزهاق حياة الطفل وأكدت أنها تركته «يمكن حد من ولاد الحلال ياخده يربيه».
وبعرض نتائج التحقيقات على المستشار محمد لاشين المحامي العام لنيابات غرب الإسكندرية الكلية وجه للأم تهمة تعريض حياة طفل للخطر وأمر بحجزها على ذمة تحريات المباحث وتسليم الطفل لوالدة الأم «جدته» مع التعهد بحسن رعايته واستدعا والده لسؤاله.